قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إن العمل جارٍ لاصدار توضيح مفصل سيوزع على الخطباء والائمة حول قرار قصر الفتوى مستقبلا على المؤهلين للفتوى من أهلها. وطالب سماحته الائمة بالاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة في الدعوة وبث خطبهم , واستغلال الشبكات الاجتماعية في مخاطبة الناس مثل "الفيس بوك" للوصول لاكثر قدر من الناس . جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها سماحته على خطباء مدينة الرياض بعنوان: “واجب الخطيب في بيان خطر الإرهاب والغلو والانحرافات الفكرية”"مساء أمس . وأكد سماحته على ضرورة محاربة العنف والارهاب وقال: على الخطباء معالجة القضايا الإرهابية والأمن الفكري ومحاربة التيارات الهدامة التي تلبس لباس الخير وفي باطنها الشر والفساد في الأرض ، مضيفا ان دين الإسلام حرم الإرهاب بكل صوره وسفك دماء المسلمين والمعاهدين لقوله تعالى" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، ولقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "من قتل معاهداً لم يرح رائحه الجنة". وشدد سماحة المفتي على تحريم الغلو في شريعة الله سبحانه وتعالى لما فيه من زيادة مبالغ فيها وقد قال تعالى" فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، مشيرا إلى أن الطغيان هو الغلو الشديد وهو قضية خطيرة يجب على الخطيب الجهد لتوضيح أخطارها. وحذر الشيخ آل الشيخ من الخروج على الأئمة والاعتقاد الباطل بعدم جواز البيعة للإمام، وللأمة الإسلامية قادتها وعقلاؤها وكبارها يقودهم للعمل على أمرهم ويحرم التشكيك فيهم . وقال: لتعتبروا كيف أثرت الثورات العسكرية والتمرد على المجتمع وتغير حاله إلى أسوأ. ووصف الإرهاب بأنه الشذوذ عن جماعة المسلمين , منبها انه لا يعتمد على طريقة واحدة بل يعتمد على طرق متنوعة حسب الزمان والمكان ، وهو شر وبلاء يراد بالأمة. وقال تعالى " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ"، وقد ساقت السنة أحاديث تحذر من الإقدام على الأفعال التي تضر بمصلحة الجماعة ,مؤكدا أن الإرهابيين يسفكون الدماء وينتهكون الأعراض ويسرقون الأموال ويفسدون كل خير على المجتمع . وقال سماحته : أحب أن يكون اللقاء بيني وبينكم لقاء أخ لإخوانه ولا ينفض هذا الاجتماع حتى تتضح الأمور كاملة ، مشيرا إلى أن الخطيب له في هذه العمل شرف عظيم في صعوده على المنبر الذي صعده أفضل الخلق النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم .وأشار مفتي المملكة إلى أن الجوامع قبل أربعين سنة لا تتجاوز العشرة جوامع في الرياض بينما تضم الآن أكثر من الف وثلاثمائة جامع .وشدد على أهمية الاستعانة بالأدلة من الكتاب والسنة خلال خطب الجمعة، مطالبا بالتطرق لما يبث من سموم من خلال بعض مواقع الانترنت لتحذير المجتمع من خطره, مبديا أسفه الشديد لما يبث في بعض القنوات من سب للصحابة وانحرف وفساد. وبين ان الدعاء لولاة الامر خلال خطب الجمعة فيه خير كبير حيث كان يدعو ابوموسى الأشعري رضي الله عنه لعمر بن الخطاب , ولعل الدعوة فيها إصلاح كبير للمجتمع , كما أن فيها تأكيدا على الترابط بين القيادة والشعب والإحساس بذلك . وحذر مفتي المملكة من التكفير وقال لا يقبل عليها طالب علم متمكن . وفي اللقاء أكد عدد من الخطباء تعرضهم للتهديد بسبب مواقفهم من قضايا الارهاب والغلو ,وطالب احد المشاركين بوضع بدل ارهاب للائمة على غرار القطاعات الامنية وذلك بسبب التهديد.