استنفرت باكستان قوات أمنها، تحسبا لحدوث عمليات إرهابية عقب التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في الجامعة الإسلامية في إسلام أباد أمس الأول، ووجهت بإغلاق الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة في البلاد لمدة أسبوع. وفي هذا الصدد، أفاد وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك أن باكستان في حالة حرب شاملة مع الإرهابيين الذين يريدون زعزعة الاستقرار والأمن واختطاف البلاد. وأبلغ مالك «عكاظ» أن الحكومة اتخذت إجراءات متكاملة احترازية لحماية الرعايا الأجانب والمواطنين في عموم الباكستان عبر تكثيف نقاط الأمن والتفتيش؛ خاصة في الأماكن الحساسة وزيادة نشر القوات الأمنية في المدن الرئيسية. مؤكدا أن الحكومة لن تسمح للإرهابيين بطلبنة البلاد ونشر ثقافتهم المتطرفة وستتمكن قريبا من بسط سيطرتها على منطقة وزيرستان. إلى ذلك، أوضح القنصل العام السعودي في العاصمة التجارية كراتشي فالح الرحيلي، ل «عكاظ» أن القنصلية اتخذت إجراءات أمنية احترازية مكثفة لحماية الطلاب والرعايا السعوديين والحفاظ على سلامتهم في ضوء التهديدات الأمنية، مطالبا الطلاب السعوديين في كراتشي، الالتزام بقرار عدم التوجه إلى المدارس السعودية حتى يوم الاثنين المقبل. وتابع: إن قرار اسئناف الدراسة في المدارس السعودية سيتخذ على ضوء التطورات الأمنية، موضحا أنه تم تحديد خط ساخن يمكن للطلاب الاتصال به مباشرة وهو الرقم (0092235841155 ) في حالة حدوث أي طارئ -لا سمح الله- لهم. يشار إلى أن عدد الطلاب في كراتشي يصل إلى 80 طالبا بينما يصل عدد طلاب المدارس السعودية إلى 130 طالبة وطالبا. على صعيد آخر، كشفت مصادر عسكرية ل «عكاظ»، أن الجيش تمكن من الوصول إلى اتفاق مع مولوي نذير ومولوي حافظ جل بهادور (وهما زعيما قبيلتين في منطقة وزيرستان)، إذ أعلنا أنهما لن يتدخلا في الحرب لمصلحة حكيم الله محسود قائد حركة طالبان، وسيبقيان على قواتهما خارج منطقة العمليات العسكرية في وزيرستان. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق يقضي أيضا بالسماح للدوريات العسكرية بالتحرك بحرية في مناطقهما، بالمقابل سيقوم الجيش بإلغاء نقاط التفتيش والمراكز الأمنية في المنطقة نفسه. ويمثل احتمالات انضمام القبائل إلى قبيلة محسود هاجسا كبيرا للجيش، باعتبار أن هذه القبائل ستشكل في حالة انضمامها أكبر تهديد مباشر للجيش. من جهة أخرى، قتل ستة أجانب تابعين لحركة طالبان في وزيرستان ولم يعرف بالتحديد جنسيتهم، إلا إن مصادر في الجيش أشارت إلى أن القتلى قد يكونون من الأزبك. إلى ذلك أقر مسؤول عسكري رفض الكشف عن هويته في اليوم الخامس من التدخل العسكري «أن الهجوم على وزيرستان قد يطول أكثر مما هو متوقع، خصوصا بسبب طبيعة الأرض الوعرة والجبلية. ويتقدم الجنود ببطء ويعززون مواقعهم تدريجيا». وكان الجيش قد أعلن أن عملية طريق المجاة ستستغرق ثمانية أسابيع فقط. من ناحيته أكد رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا جيلان، إن العناصر الإرهابية لا تشكل أي تهديد للأرصدة النووية الباكستانية. وأوضح خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس، إن الأرصدة النووية الباكستانية تخضع لنظام قيادة وتحكم ولا يخشى على سلامتها، نافيا صحة التقارير التي أشارت إلى أن العناصر الإرهابية قد تشكل تهديدا للترسانة النووية في باكستان.