قرأت ما تناقلته الصحف من أن حملة ستنظم بشكل أو بآخر ضد ارتداء الملابس المخلة بالآداب في الأماكن العامة، وسوف يقبض على المخالفين ويحالون للقضاء في حال عدم استجابتهم للنصح لأن ما فعلوه مجاف للمروءة. وقد تعجبت من هذا، خصوصا أن الحملة تستهدف شبابنا وهم في مرحلة المراهقة التي تحتاج إلى معاملة خاصة جدا، فالذين يقدمون على لبس مثل تلك الملابس هم من المراهقين ما بين 14 إلى 21 سنة. وهذه المرحلة من عمر الإنسان كما هو ثابت علميا، تتسم بالسعي للتحرر من سلطة الوالدين والراشدين، كما أن من مظاهرها الغضب والثورة والتمرد على الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، ويزداد هذا السلوك في حالة وجود شعور بعدم تقبل المراهق والموافقة على سلوكه وإنكاره. ولنجعل من حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته قدوة لنا في جميع مراحل حياتنا، فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم المتخلفين عن غزوة تبوك من غير عذر كما في قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم أجمعين حتى أنزل الله توبتهم، اكتفى عليه الصلاة والسلام بالهجران فقط وهم رجال بالغون عقليا، فكيف بمراهقين تتسم حياتهم بالحاجة الماسة لمن هم أكبر منهم سنا ونضجا عقليا للتوجيه والإرشاد لا للظلم والاضطهاد. فهجران أهل المعاصي يجوز من أجل إصلاحهم وتقويمهم حتى يعود إلى جادة الصواب ويبتعد عن المعصية ويتوب إلى الله. فالهجران هنا بمنزلة التعزير، ولكن من وجهة نظري أنها قد تفيد مع من تجاوز مرحلة المراهقة وأصبح أكثر نضجا من الناحية النفسية والعقلية، ولا أعتقد أنها ستكون ذات نتائج مرضية مع مراهق معاند ومتمرد. فأتمنى البحث عن آلية أخرى للعقاب في مثل هذه الحالة، مثل حرمانهم من بعض الهوايات التي يفضلونها ويمارسونها كمنعهم من حضور الفعاليات الرياضية المختلفة، ويمكن فرض غرامات مالية عليهم على اعتبار أن العقوبة في هذه الحالة ستشمل أهلهم وذويهم المطالبين قبل غيرهم بمتابعة أبنائهم وتوجيههم التوجيه التربوي. الشباب بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم حتى يتجاوزوا هذه المرحلة العمرية المهمة من حياتهم والتي مرت على كل من كان قبلهم، حتى يشعر المراهق بالأمان والثقة بما يساعدهم على الاختيار السليم واتباع السلوك السوي. عائشة اللقماني المدينة المنورة