تبدو العلاقات القائمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجنرالاته حاليا، أفضل بكثير مما كانت عليه علاقة أسلافه في القيادة العسكرية خلال فترات حرجة من التاريخ الأمريكي، رغم الطلبات الملحة حاليا لإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. واذا كان ابراهام لينكولن لم يخف انزعاجه من تردد العسكريين في دعم قراراته خلال حرب الانفصال، فإن جون كنيدي في المقابل كان يخشى بعض تصرفات الصقور في قلب قيادته العسكرية خلال أزمة الصواريخ في كوبا مطلع ستينات القرن الماضي. ويعتبر ماكوبين اوينز الأستاذ في أكاديمية البحرية الأمريكية والمتخصص في شؤون الأمن القومي أن لا جديد في ما يتسرب من توتر وخلاف بين البيت الأبيض والقيادة العسكرية بسبب الوضع في أفغانستان. وذهب الجنرال دوجلاس ماك آرثر خلال حرب كوريا (1950-1953) إلى حد تحدي سلطة الرئيس هاري ترومان والتهديد بمهاجمة الصين، في الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأمريكية تفضل سلوك السبل الدبلوماسية. وانتهى الأمر بالرئيس ترومان إلى إقالة ماك ارثر من قيادة أركان الجيوش الأمريكية. ويصف الكولونيل السابق في سلاح البر جيمس هيليس العلاقة المتوترة بين ترومان وماك ارثر بأنها حالة نموذجية لتدهور كامل للعلاقة بين المدنيين والعسكريين.