عم التفاؤل المستثمرين في سوق الأسهم السعودية بعد نتائج الربع الثالث من 2009م، التي حققتها أغلب الشركات المدرجة في السوق، خصوصا التي تعتمد توزيعات نقدية، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، مايؤشر إلى سنة مالية إيجابية تؤكد نتائجها التعافي تقريبا من آثار الأزمة المالية. وتعتبر أرباح الربع الثالث من أكثر الأرباح الربعية متابعة من جانب المضاربين والمستثمرين الذين غالبا ما يتخذونها مفتاحا لمعرفة التوقع التقريبي لأرباح الشركة السنوية، والتي في نظرهم المرتكز الحقيقي التي على ضوئها يتخذ كثير من المستثمرين قراراتهم الاستثمارية. وكانت الشركات المدرجة في قطاع البتروكيماويات الأكثر متابعة بعد القطاع المصرفي الذي سبق أن تلقى رسالة تطمينية جاءت بعد إجازة عيد الفطر ومع استئناف السوق لتعاملاتها، وذلك من خلال التسويات البنكية، عندما أوضح محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أنه لن يكون هناك تأثير لقضيتي شد مجموعتي سعد والقصيبي على قوة البنوك المالية، بمعنى أن أي تراجع في أرباح البنوك سيكون طبيعيا، ومع ذلك لم تشهد البنوك الكبيرة انخفاضا في أرباحها، ما جعل المستثمرين يتأكدون أنه ليس هناك تقييم جديد لها من ناحية الأسعار المستحقة أو من ناحية توزيعاتها النقدية للمستثمرين. وكما هو معروف، يبحث أغلب المستثمرين في القطاع البنكي عن التوزيعات النقدية أكثر من غيرها، خصوصا أن سياسة المملكة النقدية تهدف إلى خلق الاستقرار الاقتصادي في نهاية المطاف من خلال بناء احتياطات تلغي أثر تذبذب أسعار النفط وتأثيراته على مستوى الإنفاق والخطط التنموية والعجز بالميزانيات وطرق سدها دون اللجوء إلى سوق الإقراض. وبإعلان شركة سابك عن نتائج أعمالها أمس الأول، والتي كشفت عن أن أرباح الشركة وصلت إلى القاع خلال الربعين السابقين عندما بلغت خسائر الربع الأول 973 مليون ريالا وأرباح الربع الثاني بلغت 1،8 مليار ريال، ارتفع مستوى التفاؤل في السوق خصوصا أن أرباح الربع الثالث سجلت 3.6 مليار ريال، أي أنها تجاوزت 1.79 مليار ريال مقارنة بأرباح الربع الثاني، ما يعني أن تلك الأرباح تحققت في ثلاثة أشهر، وهذا يعني أيضا أن أرباح الشركة ربما تعود إلى التصاعد من جديد، وقد يساعدها في ذلك عدة عوامل ومن أبرزها ارتفاع أسعار المنتجات البتروكيماوية، وتوقع باستمرار ضعف المنافسة لفترة الثلاثة الأشهر الماضية، وتفكير الشركة جديا في إطفاء قيمة الشهرة في السنوات المقبلة، خصوصا لو حصلت زيادة في إنتاجها وتنوعه، لأن من أبرز التحديات التي تواجه سابك هي المنافسة في كثير من الأسواق، إلا أن تنوع الإنتاج سيكون جزءا من حل هذه المعضلة.