حذر والد الرجل الثاني في ما يسمى قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري من مغبة التجاوب مع رسالة ابنه التي بثت أخيرا ويطالب فيها بدعم القاعدة ماديا. وقال علي جابر الخثيم ل «عكاظ»: سعيد كفرني قبل تسلله إلى اليمن وانقطع عن الصلاة مع جماعة المسلمين في الحي الذي نقطنه؛ لأنهم كفرة حسب معتقده الفاسد الضال» مضيفا «كانت حجته في تكفير جماعة المسجد أنهم يتقاضون رواتبهم من الحكومة، في الوقت الذي يتسلم بشكل شهري ثلاثة آلاف ريال من هذه الحكومة». وكان المطلوب سعيد الشهري الذي استدرج عددا غير قليل من السعوديين العائدين من جوانتانامو وانخرطوا في تنظيم القاعدة في اليمن قد ظهر في تسجيل مرئي على شبكة الانترنت، يطلب فيه التبرع لقاعدة الجهاد في اليمن ودعم المجاهدين بحسب زعمه، غير أن مراقبين يرون أن دعوة الشهري لن تجد قبول أو استجابة أحد خصوصا بعدما مني التنظيم الإرهابي بفشل محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف التي قوبلت بإدانة واستنكار العالم أجمع. كهوف اليمن وشكك في إمكانية التجاوب مع دعوات ابنه للتبرع للقاعدة «لا أظن أن إنسانا مسلما يخاف الله لديه من الغيرة على دينه ووطنه ومحارمه أن يتجاوب مع دعواته الضالة، لأن أبواب التبرع والمساعدة معروفة وواضحة وليست في أنفاق وسراديب ومغارات وكهوف اليمن». وزاد «لكني أسال الله إن لم يهده ليعود إلى رشده أن يأتيني خبره عاجلا غير آجل ليرتاح المسلمون من شره وفكره المريض». ودعا الله أن يعجل بنهايته ليتخلص المسلمون من أذيته وشره وضلاله وحقده، وأضاف «استمعت للتسجيل الذي ظهر فيه سعيد يحث الناس على التبرع المادي للتنظيم في اليمن، وأدركت أنه تحول إلى شحاذ متسول، ولو كان في وجهه حياء لما فعل ذلك مرتميا في أحضان القاعدة». ناقص عقل ودين وأردف والد الشهري الذي تحدث مع «عكاظ» هاتفيا من سكنه في محافظة خميس مشيط في منطقة عسير «لعنة الله على من تجاوب معه وإن كنت لا أظن أن أحدا سيتفاعل معه لأنه على غير هدى وليس فيه ذرة إيمان أو خلق». وتساءل الشهري كيف يمكن الوثوق برجل كفر أباه وجماعة المسلمين لأنهم لم يسيروا على طريقته الضالة، وأضاف «ابني ناقص عقل ودين وعلم وهو لم يكمل دراسته بل توقف عند الصف الثالث الابتدائي، فكيف للناس أن تثق وتسلم لإنسان جاهل ومريض». وأضاف: لقد أنكر سعيد المعروف والإحسان عندما تكفل مساعد وزير الداخلية بنفقات زواجه وتأثيث مسكنه وسير له راتبا شهريا بمقدار ثلاثة آلاف ريال، لكننا فوجئنا باختطافه لطفلين ليس هو والدهما، وذهب بهما إلى كهوف اليمن مع زوجته وأطفاله، وكل هدفه إلحاق الأذى ببلاد المسلمين التي تتجه لها أنظار المسلمين في أصقاع المعمورة خمس مرات في اليوم. ونبه إلى أن الله قادر على كشف مخططات القاعدة وزمرتها وأذنابها، حيث باتوا مكشوفين اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأكد أنه لم يجد من وزارة الداخلية وأجهزة الأمن إلا كل إحسان واهتمام ورعاية رغم ما أقدم عليه ابنه من خيانة لله ولرسوله. ورأى إقدام تنظيم القاعدة في اليمن على محاولة اغتيال مساعد وزير الداخليه للشؤون الأمنية عملا إجراميا لا يقدم عليه إنسان خارج عن الدين والملة «لقد أخزى الله القاعدة ومن يقف وراءها في تحقيق هدفها البغيض بأن نجى الله الأمير محمد بن نايف، وهذه عناية من الخالق لرجل سخر جهده ووقته لخدمة الوطن والمقدسات». من جهة أخرى، لفت قاضي محكمة التمييز في الرياض الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيري في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أن ما ورد في التسجيل المنسوب للربيش تم إعداده من قبل عدة أشخاص، وهو يعكس منهج أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي يعتمد على تزوير وتزويق الأحداث التاريخية،وتجييرها. وأضاف: «إني لعلى قناعة مطلقة أن النص الذي كتب وتلاه الربيش كتب بعدة أيد، وهو ما كان جليا في اختلاف سياق النص في فقرات عدة التي حشدت فيها النصوص للتغرير بالسذج من الناس وغسل أدمغتهم، خصوصا أولئك الذين يجهلون في التاريخ الإسلامي». وبين الخضيري أن النص تضمن قواعد كفرية خطرة إلى جانب ما ورد من مغالطات يدحضها الواقع الذي يعيشه المسلمون، مؤكدا أن هذا هو ديدن الخوارج الذين يكيدون للمسلمين.