لماذا أصبحت الدراسة كابوساً يقلق منام أبنائنا، وتتسبب في مضايقتهم وتعاستهم؟ لماذا يفرحون بقرار تأجيل الدراسة، ويحلمون بتأجيلها شهورا أخرى؟ وما يدهشني أكثر ردود فعل بعض الأهالي وانضمامهم إلى قائمة النافرين من الدراسة والمدرسة. ولعل مرض انفلونزا الخنازير كان مرضا حميدا، رغم خطورته على أبنائنا أو كما يحسبونه، فرب ضارة نافعة، فالمتقاعسون يرون في المرض منقذا ومخلصا لهم من أعباء الدراسة وهمها، حتى وإن هدد سلامتهم وصحتهم. انفلونزا الخنازير، رغم أنها وباء، فإنها كما يرون لن تحرمهم من «البلاي ستيشين»، ولن تؤثر على نظامهم اليومي الفوضوي في السهر ليلا والنوم نهارا، ولن تمنعهم من مقابلة شاشات التلفاز ساعات طوالا، ولن تحرمهم من الفسح اليومية والتسكع في الأسواق، كل ذلك وغيره يعتبره الراكنون مبررا كافيا للترحيب بهذا الوباء، حتى أن بعض أولئك يترقب يوميا المزيد من الأخبار الخاصة بتطورات المرض وانتشاره، على أمل أن يكون فيها ما يخدم قضيته الأولى، تأجيل الدراسة. هيا انهضوا إلى مدارسكم، وابدأوا موسمكم بجد واجتهاد، نظموا أوقاتكم، واحرصوا على تنمية قدراتكم والعناية بمستقبلكم، ودعوا التأويل والتسويف والتأجيل، والركون إلى ما لا طائل منه لا على مستقبلكم ولا على مستقبل وطنكم، ولأولياء الأمور والمعلمات والمعلمين من المطالبين صباح مساء بتأجيل المدارس أقول: ما هكذا تكون القدوة، ولا بهذا ينجح دوركم، ولا يتحقق هدفكم. لينة عباس جدة