قاد خطيب وإمام المسجد الحرام.. خطب الجمعة إلى حيث ينبغي لها في يومنا هذا.. من الدراية والعمق والمعاصرة والجودة والإتقان، مجردا إياها من قيود.. الماضوية والكلام المكرور عن سالف العصر والدهور! مبلغا معناها بلا تكلف جمل إنشائية تدغدغ الأسماع وتبعد الأفهام عن الحقيقة والواقع المعاش! ومنزها لها من الأوهام والخيالات التي لا تحتمل غير «الظن».. متمشيا مع الهدي الرباني إن بعض الظن إثم! ومحملا إياها رؤية إسلامية جديدة للعرب والمسلمين يواجهون بها أعداء الدين أندادا لهم وليسوا فقط «مستهلكين» لإنتاجيتهم!! هكذا ينبغي أن تكون خطب الجمعة! لا تجامل ولا تتحامل ولا تبحث عن رضا جماعة على حساب رضا الخالق! هكذا ينبغي لها.. قوة الحضور في قلب الحدث وقوة التعبير عن موقف الدين من الحدث، وقوة المبادرة في إعلان الحق لأجل الحق نصرة لدين الله واتباعا لنهج رسوله الكريم! مرت أيام وسنين كانت خطب الجمعة حصرا وحكرا لأسماء وموضوعات بينها وبين موضوع الساعة فرق كبير! الشيخ عبد الرحمن السديس يوم الجمعة الماضي أسس اتجاها جديدا لنا نحلم به وننتطره لأننا على يقين أن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأن مجد خطبة الحرمين الشريفين آت لا ريب فيه، وأن دروها النوراني المستنير لا غبار عليه، وأنها وإن غابت.. ستعود.. وقد عادت بيض الله وجهك شيخنا الجليل وأضحك الله سنك فقد أسعدت قلوبنا وأشعلت بيننا مشاعل الفرح أخيرا.. جلجل على المنبر صوت الحق يقول هذا هو الدين نصرة للعلم وقوة للعلماء وسند لخير البشرية جمعاء! لقد أثبت إمامنا الجليل أن علماء الأمة ليسوا رهائن لمعتقدات أعدائهم الناعتين لهم بالتخلف والجهل والرجعية والعجز عن مجاراة العصر.. أثبت لهم أن علماء الأمة أكثر من سفهائها، وعقلاءها أكثر من جهلائها... وأنها أمة العلم والنور منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها!! لم يكن ممكنا الطلب من الشيخ الجليل أن يقود حملة النور على منبر الحرم الشريف لكننا كنا نتمنى وننتظر على أمل إلى أن فعلها شيخنا مبادرا مخلصا للدين راجيا النصرة للمسلمين ولن ينتصروا إذا قعدوا وأعداؤهم يعملون، لن ينتصروا إذا جهلوا وأعداؤهم يتعلمون.. ولن ينتصروا إذا كانت الخناجر تأتيهم من أحبابهم قبل أعدائهم! لقد كانت خطبة الجمعة الماضية خطوة جديدة على درب الإيمان والعمل، الإيمان والدين، كانت إيضاحا مطلوبا لنوعية العلاقة بين العلم والإيمان.. بين العقل والعقيدة وهي علاقة واضحة منذ أن أمر الله عباده بعبادته دون أن يروه إنما بعقولهم استدلوا على عظمة وجوده. خطب الجمعة هي للناس عامة الناس لذلك نفرح إذا سعت إلى تنوير الناس وتثقيفهم ومعايشة همومهم واهتماماتهم.. شكرا شيخنا الجليل فقد عالجت في اتجاهين الخطباء «التمثيليين» والفكر القائم على العناد والتعصب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة