كذبت والدة المطلوب أمنيا ضمن لائحة ال 85 فهد رقاد سمير الرويلي، الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن أواخر شهر مارس (آذار) الماضي مزاعم تنظيم القاعدة الإرهابي من تعرض ولدها وكل من يسلم نفسه «طواعية» للأجهزة الأمنية للتعذيب والمعاملة القاسية على حد زعم التنظيم. وقالت أم الرويلي في حديث هاتفي خصت به «عكاظ» أمس من منزلها في سكاكا: إن مزاعم التنظيم الإرهابي محض كذب وافتراء وهي عارية عن الصحة، مؤكدة أنها وقفت بنفسها على المعاملة «الإنسانية» التي يجدها ابنها من الأجهزة الأمنية. وتابعت الوالدة «مكنتني وزارة الداخلية من مقابلة فهد فور عودته، وأمضيت أشهرا طويلة إلى جانبه في استراحة خاصة في العاصمة الرياض، كما سمحت السلطات الأمنية لزوجته بالسكن معه لمدة ستة أشهر بحضور طفليهما، لافتة إلى تقدير المسؤولين في الوزارة لمبادرة ولدي فهد في تسليم نفسه، بعد أن أمضى في العراق ستة أعوام عاش خلالها هواجس الخوف والرعب والقلق. وشددت أم الرويلي على أن قرار ولدها بتسليم نفسه وضع حدا للطريق الذي سلكه وعاد إلى الحق والرشاد وهو ما تتمناه والدة كل مطلوب أمني. ووجهت والدة الموقوف الرويلي الملقب بأبي سندس نداء للمطلوبين أمنيا تدعوهم فيه إلى الإسراع بالعودة إلى الوطن وتسليم أنفسهم، لتقر أعين أمهاتهم وزوجاتهم وأسرهم قبل فوات الأوان، وقالت في هذا السياق إنه من الخير لهؤلاء أن يعودوا إلى الحق بدلا من التمادي في الضلال، وأن ينتهجوا الخطوة التي بادرها ولدها فهد ومحمد العوفي وغيرهما من المطلوبين الذي حملوا أنفسهم على التسليم بشجاعة. وكانت والدة فهد الرويلي صلة الوصل مع الجهات الأمنية المختصة في نقل رغبة ابنها لتسليم نفسه، واصفة تلك اللحظات بسعادة «حدثني فهد من داخل العراق قبل أسبوعين من وصوله إلى الوطن، مؤكدا لي رغبته في تسليم نفسه للسلطات الأمنية في المملكة، تجاوبا مع دعوتي وطلبي له وبكائي على فراقه على أن تكون زوجته العراقية وطفله معه أثناء عودته من العراق». وتستطرد بحماس: سارعت لإبلاغ الأمن الذي تجاوب بسرعة مع رغبة فهد، حيث لم يمض على حديثي مع ولدي أكثر من أسبوعين حتى تمكن فهد من العودة برفقة زوجته التي كانت حاملا في شهرها الأخير وطفله. وتشير الوالدة إلى أنه في نفس يوم عودته وفرت السلطات الأمنية له وحدة سكنية في الرياض قطن فيها وزوجته، كما تمكنت من لقائهم جميعا وأمضيت الأشهر الأولى معهم، لكنني عدت إلى سكاكا لقضاء بعض الالتزامات، فيما ظلت زوجته وطفله إلى جانبه، وأنا كنت اتردد عليهم باستمرار. وأكدت الوالدة أن ولدها قرر تسمية ابنه الجديد «نايف» تيمنا بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نظير ما وجده فهد من معاملة متميزة لم يكن يحلم بها قبل قراره بتسليم نفسه. وحمدت أم الرويلي الله كثيرا على نجاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في رمضان الماضي. وقالت «إن من خطط ونفذ لتلك المحاولة الفاشلة لايخاف الله، مشيرة إلى أن الأمير محمد بن نايف كان ولايزال صاحب مواقف مشرفة وخاصة مع الموقوفين والعائدين وأسرهم، حيث وجه بتسيير راتب شهري لزوجة ولدي فهد وطفليها منذ عودتهما، بحيث لا يحتاجون أحدا أثناء غياب عائلهم». ويعد الموقوف الرويلي المولود في قطر عام 1398ه واحدا من أهم المطلوبين الذين أدرجتهم وزارة الداخلية في قائمة ضمت 85 مطلوبا سعوديا بينهم يمنيان يوم الثاني من فبراير الماضي لجهة دوره في تنظيم القاعدة الذي عينه أميرا للحدود بين العراق وسورية والمسؤول عنها، فور ارتباط اسمه بعناصر التنظيم، ودعمه بالسلاح لتنفيذ عمليات تجنيد المغرر بهم للسفر إلى العراق عبر منسقين أجانب بجوازات سفر مزورة.