لكل مؤسسة أكاديمية أسلوب في العمل يعكس مستوى ثقافة المسؤولين والعاملين فيها، وهذه الثقافة هي مجموعة من التجارب والخبرات التي تم تأصيلها لدى العاملين فأصبحت جزءا من سلوكهم العملي، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن واحدة من أبرز المؤسسات العلمية التي خطت لنفسها مسارا علميا سارت عليه، وعندما هاتفني ابني من الجامعة، في اليوم الأول لبداية العام الدراسي في السنة التحضيرية يخبرني عن انتظامهم في الدراسة من الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء وعن وجود الطلاب في الوقت المحدد وعن تعامل الأساتذة معهم منذ اليوم الأول بمنتهى الجدية، تساءلت عن عدم اتباع هذا الأسلوب في بقية جامعاتنا، حيث ينتقل إليها الطالب متحمسا من المرحلة الثانوية ويأتي وهو بحاجة إلى من يشعره أنه بدأ مرحلة جديدة تتطلب الاهتمام بالوقت والمحافظة عليه باعتباره ثروة يجب استثمارها في البناء، فيفاجأ بخلاف ذلك. إن من المؤسف أن الأيام الأولى للعام الدراسي في أغلب مؤسساتنا التعليمية لا تعطى الكثير من الاهتمام فتضيع بدون فائدة، فالأسبوع الأول في كثير من جامعاتنا يضيع في تسجيل المقررات والحذف والإضافة، أما في جامعة البترول والمعادن فقد سمعت أن التسجيل يتم في اليوم الأول فقط وتتم دراسة يوم الخميس في نهاية الأسبوع الأول عوضا عن اليوم الضائع، ولا أدري عن استمرار هذا النظام من عدمه. وقد يعمد بعض الأساتذة، مع الأسف، إلى عدم الحضور إلى الجامعة في الأسبوع الأول بعد المباشرة، ويعمد أساتذة آخرون إلى عدم التدريس في الأسبوع الأول لعدم حضور عدد كاف من الطلاب حتى لو لم يكن في الجامعة نظام يستدعي انشغال الطلاب بالتسجيل، مما يدفع من حضر من الطلاب إلى الغياب في المرات القادمة، ولو أن الأستاذ شرح جزءا من الدرس وكافأ من حضر من الطلبة بدرجة أو درجتين من أعمال السنة لكان هذا حافزا لبقية الطلبة للحضور. والأدهى من ذلك هو حضور بعض الطلاب في اليوم الأول وتفاجؤهم بعدم إعلان الجدول الدراسي، ناهيك عن غياب الأساتذة. إن في ديننا الحنيف الكثير من الأدلة التي تحث المسلم على الالتزام والانتظام وإتقان العمل والمحافظة على الوقت كما إننا بهذا السلوك نربي في أجيالنا القادمة عدم الاهتمام بالوقت، وهذا يترتب عليه عدم الاهتمام بالإنجاز في حياتهم العملية بعد التخرج، فتجد المؤسسات التي يلتحقون بها أن عليها انتظار تأقلمهم مع العمل لعدم اعتيادهم على النظام في حياتهم الدراسية، ومن الصعب القول بأن أبناءنا لم يحترموا الوقت في حين أننا لم نبادر إلى تعويدهم على هذا السلوك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135مسافة ثم الرسالة