الشباب أغلى ثروة تمتلكها الأمة، ورأس مالها وعتادها، وحاضرها ومستقبلها، وهو دعامة الإنتاج، وأقدر فئات الأمة على الإنتاج والعمل ودفع عجلة التقدم وتحقيق الرفاه الاقتصادي والسعادة الاجتماعية، الشباب في أية أمة يعتبر المصدر الأساسي لنهضتها ومستقبلها وحاضرها والدرع الواقي الذي تعتمد عليه للدفاع عن كيانها وعقيدتها، والشباب في نظر الإسلام طاقة وثروة، وهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم «نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ». إننى أتحسر على فئة من شبابنا غرر بهم باسم الدين، والدين منهم بريء، وأصبحوا أيادي مطيعة ومسيرة بأيد شريرة ليس هدفها الدين بل السعي وراء الحكم وزعزعة الأمن والاستقرار، وليس من شيم شبابنا الغدر وقتل الأنفس البريئة وتشويه سمعة ديننا الحنيف، إنني أتحسر على هذه الفئة من شبابنا وهم في زهرة العمر بدل من أن يتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة والتقنية؛ ليخدموا دينهم ووطنهم وإسعاد أمتهم والحفاظ على سمعة أسرهم ولم شملها، تسلحوا بأدوات قتل وتفجير تقتل الأنفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق لقوله تعالى «من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما» وقال تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» وقوله صلى الله عليه وسلم «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، وحتى الكفر ليس مسوغا للقتل وقد يكون الكافر معاهدا أو ذميا أو مستأمنا. إنني أنصح شبابنا الذين غرر بهم وأصبحوا أداة مطيعة ومسيرة في أيد شريرة تستغلهم باسم الدين والدين منهم بريء العودة إلى الله، وأن تكون عودتهم منطلقا للتوبة والتصحيح كما وعد الله بقوله «إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم». فولاة أمرنا أبوابهم مفتوحة وستظل مفتوحة للتوابين ولديهم رحمة بمواطنيهم وبرجعتهم يكونون دعامة إن شاء الله لبناء وطنهم وإسعاد مجتمعهم ولم شمل أسرهم لقوله تعالى «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا». إن التطرف والعمليات الخادعة لن تحبطنا شعبا وقيادة بل تزيدنا إصرارا وقوة للتعاون والتكاتف لمكافحة الإرهاب. [email protected]