لم تصعبها كثيرا، ولم تكن رؤيتك التنموية «بأحلام شاعر» يعجز عن تنفيذها يا سمو الأمير، بل هي فكر ورؤية إنسان لا تحده حدود. إن محبطي العزائم هم ألد أعداء التنمية والنجاح، فغالبيتهم إن لم يكن جلهم من محدودي العزم والهمة، وإنجازاتهم إن حصلت فهي بمحض الصدفة لا المثابرة والقفز فوق الحواجز. التاريخ يخبرنا بأن نهضة الأمم قادتها مبادرات فردية حققت لهم وثبات تنموية في سنوات محدودة لوجود عنصرين مهمين الرؤية الواضحة والفكر حيث بهما سابقوا الزمن، وما ماليزيا وسنغافورة واليابان وغيرهم إلى خير شاهد لدول نهضت من القاع، فطموح الأمم يحدد مصيرها، واليابانيون على سبيل المثال كما يروي ألكس كير يؤسسون أعمالهم بمعايير عالمية من الفنادق إلى سيارات الأجرة لغيرها، ويقول أيضا إنه لا تكاد تمر ساعة في حديثهم إلا وتقفز كلمة العالمية، وهذه الكلمة تكشف كيف نهضت اليابان في غضون سنوات محدودة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. إن النجاح في الماضي لايعني النجاح في المستقبل ومن لم يتقدم يتقادم وهذا ما ينطبق على واقعنا، فاليوم نحتاج إلى تشخيص واقع القطاع العام وإدارة التغيير بسرعة وكفاءة عاليين، فخطط التنمية السابقة روعي في تنفيذها الاعتماد بشكل رئيسي على موظفي القطاع العام، وهم يشكلون «4 في المائة» من المجتمع تقريبا، وهذا يعني أننا بحاجة إلى تفعيل دور 96 في المائة المتبقين من خلال توسيع دائرة مشاركتهم في جانبي التنمية البشرية والاجتماعية لامتصاص وقت الفراغ الزائد الذي أعاق التنمية وليكون كافة أفراد المجتمع وقود النهضة. إن إنجاز جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في سنتين وبكفاءة عالية يعني إمكانية الارتقاء بالأداء والإنجاز متى توفرت الإدارة المتميزة، وربما يستدعي ذلك ضخ جيل جديد من المديرين والقياديين المبدعين في القطاع العام حتى ولو تطلب الأمر استقطاب مديرين من خارج الوطن للاستفادة من المدارس الإدارية المتطورة وضخ أسسها وقواعدها محليا، والاعتماد على اختصاصي علمي النفس والاجتماع في التنمية بشكل أكبر لإدراكهم بطرق تغيير الإنسان وتطويره لأنه محور النهضة وكما هو معروف متى تغير الفكر تغيرت النتائج. في الولاياتالمتحدة على سبيل المثال كما يروي السيد مالكوم جلادويل انخفض معدل الجرائم في سكة قطارات نيويورك بعد أن تمت إعادة طلاء الخربشات على مركبات القطار، مما يعني أن تأثير البيئة عال جدا على سلوك الإنسان ومثل هذه الشوائب المتواجدة في البيئة فإن اختصاصي علم النفس والاجتماع أفضل من يقتنصها. وصول منطقة مكة إلى مصاف العالم الأول ليس بهدف قابل للتفاوض بل هو مصير منطقة بعد سنوات ثمان بحول الله، وباكورة أمل وفجر مستقبل مشرق ينتظرنا، ويجب أن تتظافر الجهود ليتحقق حتى تتبنى بقية المناطق ذات النهج مستفيدة من تجارب المنطقة أو يتم إطلاق مشروع وطني لإيصال المملكة لمصاف دول العالم الأول لتكون مؤشرا على ارتقاء الإنسان والمكان وتجني الأجيال القادمة ثمارها، وإن كانت كل تلك الإنجازات التي تحققت بفضل الله خلال السنتين السابقتين من إطلاق خطة المنطقة للوصول للعالم الأول بأحلام شاعر فمرحبا بها من أحلام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة