قبل أن أبدأ المقال لعل من المهم والمحبب إلى قلبي تهنئة الجميع بذكرى اليوم الوطني واستذكار التحولات الثقافية والاقتصادية والسياسية التي عاشتها المملكة منذ مرحلة التأسيس على يد جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله، لإتمام مسيرة البناء ليكون الوطن في طليعة الدولة المتقدمة حول العالم. أكتب لكم من جزيرة لنكاوي الماليزية ذات الطبيعة الساحرة التي لا تختلف عن أجزاء أخرى في ماليزيا وفي وطني من حيث الطبيعة مع اختلاف في سرعة التنمية وكفاءات تشغيل الموارد المالية والبشرية. ما أثار انتباهي القواسم المشتركة بين الشعوب،فتتكون ماليزيا من أقلية صينية وأخرى هندية إضافة إلى الأغلبية الملاوية والتي اطلق اسم الدولة عليهم حيث تعني ماليزيا بلد الملاوية وليس هذا المهم، وإنما العنصرية التي يتصف بها جزء من محدودي التعلم الملاويين ضد الأقليات الوطنية الأخرى (بالرغم من فاعليتهم)، وهذا يعني كلما جهل الإنسان فاحت نتانة عنصريته. على مستوى سرعة التنمية يروي الماليزيون أنها في عهد أب التنمية الماليزية د.محاضير محمد كما يحلو للماليزيون تسميته كانت تسير بخطى أسرع نتيجة للحرب التي قادها ضد الفساد وانخفضت سرعة التنمية بعد مغادرته نظرا للارتفاع النسبي في الفساد وهو ما يعني أن الفساد والتنمية لا يجتمعان وكلما ارتفعت معدلات الفساد انخفضت سرعة التنمية. التنمية الماليزية اتسمت بحداثة الأنظمة والأجهزة حيث يوجد جهاز لتنمية المناطق الأقل نموا وتعمل على جذب استثمارات القطاع الخاص المحلية والدولية لتحقيق رؤية 2020م التي رسمها رئيس الوزراء الأسبق محاضير محمد، ولديها ميزانية مستقلة تسهل تنفيذ مشاريع البنية التحتية دون انتظار القطاع العام لتنفيذها نظرا لأن المستثمر قد لا يملك الوقت لانتظار جدولة القطاع العام لمشاريع البنية التحتية. ومن المشاهدات الجميلة الاعتماد على الأفكار المبتكرة غير المكلفة ماديا في تنفيذ المشاريع وذلك ما يعطي فرصة لتعظيم استفادة المواطنين ذوي الدخول المتوسطة من تلك المشاريع. أما عن مكافحة السيول فربما من أفضل المشاهدات ما اتفق على تسميته بالنفق الذكي في مدينة كوالا لمبور وهو نفق مكون من دورين: الأول لمرور السيارات والثاني لتصريف السيول وضخها في البحر وفي حالة السيول العالية يتم إغلاق ممر السيارات وتحويل النفق بأكمله لمجرى لتصريف السيول، وهو ما يوضح أهمية تدشين مشاريع مبتكرة نوعية للتقليل من ثقافة العمل الفردي بين أجهزة القطاع العام.. أروي هذه المشاهدات تفاؤلا بالقدرة على تحقيق وثبات تنموية،كل ما يتطلبه الأمر إعادة تقييم الأنظمة وأداء أجهزة القطاع العام ومواردها البشرية والعمل الجاد لاجتثاث مبطلات التنمية (الفساد الواسطات المجاملات) وعندها ستكون الريادة ملك يميننا، فهي معادلة واضحة كل الوضوح، الطرف الأيمن يساوي الأيسر أو بعبارة أخرى المدخلات تساوي المخرجات. [email protected]