تسامع الكثيرون باسم غادة المطيري لأول مرة في الأسبوع الماضي، وتناقلت وسائل الإعلام خبر حصولها على جائزة علمية رفيعة في الولاياتالمتحدة، وعلمنا لأول مرة بأن الجامعة هناك مولت معمل أبحاث خاصا بها. اختراع غادة كما تشرحه هي: «يساعد على التحكم بأعضاء داخل الجسم دون الدخول إليه، كما يتحكم أيضا بوقت العملية، وذلك من خلال استخدام نوع من الضوء من أسهل وأرخص أنواع الأشعة، يدخل إلى الجسم والأعضاء ولكن الجسم لا يمتصه»، وتضيف شارحة: «إذا كان هناك شخص ما لديه سرطان.. يمكن عبر هذه الأشعة الدخول إلى منطقة المرض والقضاء على السرطان دون فتح الجسم، بلا ضرر، ويمكن التحكم بها والتحكم بالمكان الذي يجب أن تخترقه.. وهذا الضوء الذي أتحدث عنه لا يمتصه أي شيء يقع في مداه وإنما فقط المكان الصغير الذي نريد معالجته، بينما أشعة الليزر أي شيء في طريقها يمتص هذه الأشعة كما يحرق المصاب وغير المصاب». إن غادة تمثل نموذجا للجيل المقبل في السعودية، جيل البعثات الكثيفة والجامعات الراقية، جيل الانخراط في العالم عبر كل وسائله الحديثة تقنيا وواقعيا، هذا الجيل الذي تنعقد عليه الآمال في حمل الراية والدخول إلى العالم بروح الندية والمنافسة، جيل المستقبل لا جيل الماضي. غادة المطيري حصلت على تعليم متميز، في مناخ يمنحها كامل حريتها، ويراها درة تفخر بنفسها أمام الجميع، لا درة مسجونة يسمونها بغير اسمها فيقولون: «درة مكنونة»، قالت غادة في حوارها السابق مع العربية نت إنها لا ترتدي الحجاب، ولكنها تضع الغطاء حين تذهب لبلادها السعودية، وهذا دليل حرية وأدب راقٍ. كم من متشدد سيغضب من غادة وسيهاجمها ولن يرى في كل إنجازاتها إلا أنها لا ترتدي الحجاب، وسيكتب عنها المتشددون منددين، وربما صدرت فيها فتاوى تحذر من نموذجها من مفتين كبار، لمجرد أنها لا تلبس الحجاب، وأكثر الظن أن هؤلاء المفتين لن يترددوا طرفة عينٍ عن الاستفادة من اختراعها حين يصبح متاحا في المستشفيات، وإن لم يجدوه قريبا سافروا للغرب للحصول عليه!. لا يهزم التشدد شيء كما يهزمه العلم، ولا يقضي على التطرف شيء كما تقضي عليه المعرفة، والمقصود بالعلم هنا هو العلم الذي يطور «خلق الله» ويوفر لهم الحياة الكريمة والصحة الوافية والحرية كي يبدعوا ويبتكروا، وليس علم أرباب الكتب الصفراء الذين يغني عن كثير منهم (سي دي) قيمته لا تتجاوز العشرة ريالات. كم في بناتنا من أمثال غادة!، ولكننا نقضي على نبوغهن بحجة سد الذرائع، ونمنعهن من العمل فضلا عن الابتكار بحجة منع الاختلاط، ولدينا قائمة طويلة من الأسوار والحواجز التي نقيمها عليهن تحت مسميات كثيرة وحجج أكثر، وكلها عند التمحيص لا تغني ولا تسمن من جوع، ولكنه الخضوع لسلطة المألوف والسائد والارتهان لعقد الماضي وإكراهات التاريخ لا أقل ولا أكثر. إن غادة المطيري تستحق وبجدارة أن تكون نموذجا مشرفا للمرأة السعودية ومثلا أعلى لها ولما يمكن أن تصل إليه من مجد ورفعة، وينبغي على الفتيات أن يضعن إنجازها بين أعينهن، وأن يسعين إلى أن يكن مثلها في شتى المجالات والتخصصات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة