ليس غريبا رفض الدائرة الإدارية الثانية والعشرين في المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة النظر في قضية تلوث منطقة حمراء الأسد والتي أقامها متضررون ضد ثلاث جهات (أمانة المدينة، فرع وزارة التجارة، هيئة الأرصاد وحماية البيئة). وعدم الغرابة لأننا إلى الآن لم نصل إلى الوعي البيئي بخطورة ما تعيشه كثير من المدن من تلوث لأسباب متعددة تحدث من قبل المستشفيات أو المصانع أو المركبات أو الأمانات أو أية جهة أخرى، تقوم فيها هذه الجهات بالاعتداء على البيئة من غير خشية من أي عقاب، بل في ظل عدم وجود نظام أو عقاب مكن الكثير من العبث البيئي، ولو كان لدينا ذلك الوعي المنتشر في كل العالم بخطورة التلوث (وأنواعه) على حياتنا أو على الكائنات البحرية أو النباتية لما تجرأت أية جهة على انتهاك هذا الحق جهارا نهارا. لكن الغريب في هذه القضية تمسك الدائرة الإدارية الثانية والعشرين في المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة بموقفها السابق القاضي بعدم النظر في القضية، مع الإمعان في عدم تمكين المتضررين من الاطلاع على محتوى قرار نقض الحكم وكذلك إصرار الدائرة مجددا على رفض الدعوى رغم صدور قرار الهيئة بنقض الحكم. وهي بهذا تعجل على إسدال الستار نهائيا على قضية التلوث البيئي في حمراء الأسد (غرب المدينة) والتي يطالب فيها الادعاء بتعويض قدره (مليارا ريال) جراء الأضرار الناتجة عن وجود 70 حوضا للنفايات الصناعية السائلة التي يشير الادعاء إلى تسببها في تفشي أمراض سرطانية بين سكان المنطقة وفي المزارع المحيطة بها وإتلاف المحاصيل والمنتجات الزراعية إضافة إلى إغلاق 10 آبار مياه بعد ثبوت تلوثها بمواد مسرطنة. كل هذه المضار لم ينظر إليها من قبل الدائرة وكأنها (المضار) أمر عادي، وهي بالفعل تدخل في الأفعال العادية في بلادنا، فكم هي المدن والمناطق الملوثة (بفعل فاعل) والتي ينعكس تلوثها على المحيط (وما عليه) من غير أن تثير أي استنكار. وكنت أتمنى أن يستمر النظر في هذه القضية كي تتحرك بقية المدن في رفع قضايا على الجهات المختلفة التي تحدث أضرارا في بيئتنا على الأقل لردع تلك الجهات من الاستمرار في تدمير البيئة. ولهذا، ويبدو أن الوعي بتلوث البيئة لن يخرج من كتاب القراءة لدينا بينما الواقع يحتفل بكل أنواع الملوثات ويقيم ولائمه يوميا للمشاركة في تخريب محيطنا البيئي حتى يصل السيل الزبا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة