للعيد طعم يتذكره الكبار والصغار على حد سواء، فهو فرصة تزاور الأقارب والجيران وتبادل الهدايا وخروج العائلات مع بعضها. وقد تختلف العادات والتقاليد لمظاهر العيد من بلد إلى بلد، وفي الآونة الأخيرة انتشرت مهرجانات أصبحت مقرونة بالعيد، وقد أضحت بصمة في كثير من المدن السعودية يشترك فيها النساء والرجال والأطفال والشباب، بل باتت بعض العائلات ذوي الدخل الجيد تقيم لها مهرجانا خاصا بها.. فهل أصبحت مهرجانات العيد بديلا عن العادات والتقاليد السابقة، وهل أشبعت رغبات العائلات أم أنها اقتصرت على بعض الفقرات التي يراها البعض أنها تكرار سنوي وليس فيها أي تجديد؟ (الدين والحياة) استطلعت آراء بعض المشاركين وبعض العاملين في تلك المهرجانات المحافظة فإلى التفاصيل: مدير مركز الأحياء في النزلة والمشرف العام على مهرجانات العيد في خزام في محافظة جدة إبراهيم الزهراني قال: إن فكرة هذه المهرجانات تتمركز حول إقامة احتفال كبير يشارك فيه أهل الحي بكافة فئاته تقدم فيه العديد من البرامج والفقرات الترفيهية التي تأخذ طابع الأنس والبهجة مع إيجاد أماكن مخصصة للعائلات والنساء لإظهار بهجة وفرحة العيد وإشراك الناس في هذا السرور في قالب اجتماعي محافظ، مشيرا إلى أن هذه الفكرة قد لاقت استحسانا كبيرا، حيث وصل عدد الحضور لأكثر من ثمانية آلاف مشارك في أيام العيد. خطان متوازيان وبين أن تلك المهرجانات ليست بديلا حقيقا للعادات والتقاليد التي تقام كل عيد، بل هي خطان متوازيان، والهدف الأساسي من إقامة المركز لمثل هذه البرامج هو تنشيط روح التواصل بين المجتمع وإبراز تراثنا للأجيال مع تقديم ما يناسب هذا الجيل، ففي صبيحة العيد نفذ برنامج «تمرية العيد» وهو برنامج لتقديم التمر مع القهوة للمصلين في عدة مساجد إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم معايدة «رجال الواجب والأيتام»، فبعد الصلاة يقوم المصلون بزيارة مركز الشرطة وجمعية البر لتهنئة الموجودين بالعيد ومشاركتهم الفرحة وإشعارهم بالغبطة والسرور، إضافة إلى المهرجان الذي يقام أيام العيد والذي يشتمل على نماذج من الفلكلور والرقص الشعبي والمواويل والمجسات التقليدية والعروض المسرحية مع تقديم جوائز قيمة للمشاركين، لافتا في ختام حديثه إلى أن تجهيز المكان يعد من أصعب العوائق التي تواجه هذه النشاطات المختلفة لعدم توافر أماكن مخصصة لمثل هذه الاحتفالات السنوية، إضافة إلى قلة الداعمين. تطور إيجابي ويرى تركي باعيسي أحد المنظمين لمهرجانات العيد أن فكرة المهرجانات تعد مميزة وفكرة رائعة، بشرط أن تكون موجهة لكافة شرائح المجتمع وفئاته حتى ينال الجميع حقه من الفائدة والترفيه خلال فترة إجازة العيد السعيد، مشيرا إلى أنها وفي الغالب ما تركز على برامج تحقق الفائدة والترفيه لكافة أفراد الأسرة، لذلك فهي مظهر من مظاهر المجتمع المدني، فهناك جمهور عريض وكبير يهتم بالفعاليات التي تقام خلال تلك المهرجانات، خاصة العائلة التي ترى في تلك التجمعات فرصة يستطيع أبناؤها الاستمتاع بالعيد في جو عائلي متميز وآمن ورائع، والشريحة الأوفر حظا من هذه المهرجانات هي شريحة الأطفال والعائلات، لافتا إلى أن المهرجانات تعتبر تطورا إيجابيا ومظهرا من مظاهر المجتمع المدني، ولا سيما أنها تتكامل فيها العادات والزيارات والألعاب وشيء من التراث. معاناة الشباب ولفت باعيسى إلى أن كثيرا من الشباب ينادي بتوفير أمكان لهم في تلك المهرجانات لأنها تهتم بالعائلات بالدرجة الأولى، لذا فمن المهم تخصيص مهرجانات خلال فترة العيد تهتم بفئة الشباب من خلال تقديم برامج تناسبهم لشغل أوقاتهم بالمجدي والمفيد من الترفيه في جو آمن يحافظ عليهم ويذكي روح المنافسة بينهم.