نشر موقع «فيسبوك» الإلكتروني الاجتماعي الرعب داخل أروقة البيت الأبيض ورفع حالة التأهب والاستنفار في جهاز «الخدمات السرية» في المخابرات الأمريكي إلى درجاته القصوى، على خلفية نشر استفتاء حول اغتيال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. وقال جيمس ماكين، الناطق باسم الجهاز، وهو المكلف بحماية الرئيس ، إن الوكالة بدأت تحقيقا في الواقعة. وقامت إدارة «فيسبوك» بإزالة أداة مخصصة لاستخدام طرف ثالث على الموقع الإجتماعي تتيح لمستخدميه إنشاء استبيان، بعد قيام أحد المشتركين بنشر استبيان يتساءل فيه عما إذا كان يجب اغتيال أوباما. وقدم الاستفتاء للمشاركين خيارات الإجابة ب «نعم»، «ربما»، أو «إذا كان سيقتطع برنامج الرعاية الصحية»، أو «لا». وقال الناطق باسم «فيسبوك» باري شنايت، ل «سي. إن. إن»، مستخدمو الموقع اليقظون لفتوا انتباهنا إلى الأمر. ومضى جهاز المخابرات طالبنا بإزالته، وهذا ما قمنا به. مشيرا إلى أن التصويت ربما جرى نشره على الموقع أثناء فترة عطلة الأسبوع. وتتزامن التطورات مع تزايد المخاوف إزاء أمن أوباما، وتنامي نمط التهديدات والخطابات العدائية التي تستهدف أول رئيس أمريكي أسود، وتحديدا مع تزايد الجدل بشأن برنامج الرعاية الصحية. وشدد مراقبون أمنيون على ضرورة عدم تجاهل الارتفاع الحاد في عدد وقوة المليشيات، التي ساعدت في إذكاء جذوة الإرهاب الداخلي إبان فترة التسعينيات، وتطويعها التقنيات الحديثة، مثل «يوتيوب» والإنترنت، وموسيقى الروك لتجنيد عناصر جديدة لبث الخوف والكراهية. وكان جهاز الخدمات السرية قد بدأ في أغسطس (أب) الماضي تحقيقا مع أمريكي حمل لافتة كتب عليها «الموت لأوباما»، و «الموت لميشيل أوباما وابنتيها الغبيتين»، في «ميريلاند». وحذر تقرير أعده مركز «ساوثرن بوفرتي لو»، الشهر الماضي من خطر تصاعد قوة المليشيات اليمينية المسلحة في أمريكا، ونبه إلى أن تنامي قدراتها التي قد تهدد بدخول الولاياتالمتحدة في دوامة من العنف الداخلي «في المستقبل القريب»، على حد تعبيره. وذكر المركز «إن الأجهزة الأمنية الأمريكية رصدت وجود 50 من المليشيات الجديدة في البلاد عام 2009، تمارس تدريبات مسلحة»، حيث نقل عن خبير أمني قوله إن أمر اندلاع عنف وتهديدات بات «مسألة وقت». ونقلت شبكة «ABC» الأمريكية عن براد غاريت، المحقق السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية، إنه بالتأكيد وقت مخيف للغاية.. الخدمات السرية ليست في موقف يتيح لها التغاضي عن أي حادث أو شخص. وأضاف غاريت، إنهم بحق متخوفون من حدوث شيء ما لأوباما. وأورد التقرير عن مارك بوتوك، مدير «مركز ساوثرن بوفرتي لو» قوله، أعتقد أن الرئيس قد أجج مشاعر خوف أعداد كبيرة من المواطنين البيض في البلاد بأنهم، وعلى نحو ما، يفقدون بلادهم. وأضاف، يعتقدون بخسارة المعركة، وإن الدولة التي أسسها آباؤهم البيض من المسيحيين، قد سلبت منهم.