قصيدة تغتسل بماء الحزن نسجها الشاعر جمال بن عايش الذبياني في رثاء صديقه الرقيب صالح بن عبد الله الذبياني. قبل ما تاخذ المفتاح أبا عزيك يا محمود ترى صالح توفي.. هيه يا دنيا من أنتي له فداك الاستراحة والأثاث وفرشها الممدود تصرف في الحطب وخذ البخور وكل شي شيله ولا تترك ولا شي من معاميل الكرم والجود إذا مات الكرم والجود من يملى معاميله رحل من كان يفزع للضعيف وينصر المضهود رحل من كان يعطي اللي عليه ويترك اللي له صعقنا من نبأ موته تقول اطبق علينا طود تشوف الناس تمشي كل واحد فاقد حيله رحل من يمتلك فكر الشباب وفكر شيخ عود رحل راعي السياسية والذكا والفكر والحيلة رحل من كان علمه والثقافة شي بدون حدود رحل صالح.. وصالح كان فعلا نابغة جيله رحل صالح لربه وانتقل في يومه الموعود طفت شمعة حياته والحزن ولع قناديله فقيد على القبيلة والوطن وحكومة بن سعود وزير الداخلية بلغوا منا التعازي له نموذج في التفاني والعمل والجهد والمجهود قيادات المدينة كلها تشكر وتثني له رحل صالح.. ولكن ما رحل عنا بكل برود رحل وميات خلق الله نهار العيد تبكي له رحل في الثوب الأبيض.. والقبيلة في الثياب السود حداد وحزن نلبسها عليه أربعمائة ليلة قبل يرحل بساعة يشهد الله والرجال شهود تهاني العيد كانت للجميع آخر مراسيله إذا كان ان هذي عودتك يا عيد ليش تعود وليش الموت يتركني وحيد وصالح ايشيله لذيذ النوم وعيوني سواة النار والبارود ومكيال الغبينة وسط كبدي ما نقص كيله أبات الليل صاحي لين تصبح والعباد رقود ولاني قادر أنسى صورته وأنسى مداهيله عليه من الله الرحمة عدد ما اذرت هبوب النود سحاب فوق قبره ينثره وابل هماليله عسى مسكنه في جنات عدن طلحها منضود وفي الفردوس الأعلى يالله ان ترفع منازيله عوضنا في النشامى والفراغ اللي حصل مسدود ودرب سار به يسعون في نهجه وتكميله خذ المفتاح وانا جيت أبا علمك يا محمود ترى صالح توفي هيه يا دنيا من أنتي له