صرامة الإجراءات الأمنية والمالية التي تطبقها المملكة خلال حربها على الإرهاب، جعل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها (القاعدة)، تبحث عن وسائل جديدة لإيجاد اختراقات مستمرة في سبيل الحصول على الدعم المالي، والحد من عمليات تجفيف ينابيع الأموال التي باتت تعاني منها أخيرا. وأثار ما بثته قناة العربية لرسالة صوتية قيل إنها لنائب زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعيد الشهري ، وهو المطلوب ضمن قائمة ال 85 التي أعلنتها وزارة الداخلية، ويطلب فيها دعما ماليا عبر شريحة جوال، اهتمام المتخصصين في قضايا الإرهاب والمجتمع الاقتصادي والأمني، حيث طالبوا الأجهزة الأمنية والمؤسسات المجتمعية والخيرية بالمزيد من التيقظ لهذه المحاولات الاختراقية. واعتبر المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة واقتصاديات العمل الإرهابي فارس بن حزام أن تمويل تنظيم القاعدة يتم عبر أجهزة أمنية من خارج منطقة الخليج العربي في إشارة إلى ما ذكره الرجل الرابع في تنظيم القاعدة في المملكة محمد العوفي ضمن اعترافات نشرها التلفزيون السعودي آنذاك . وبين ابن حزام أن دعوة نائب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحمل نوعا من التضليل، ومحاولة من التنظيم لنفي التهمة الحقيقة حول تمويل التنظيم خارجيا ما يساعد على كسب متعاطفين أكثر على المستوى الشعبي. وأفاد ابن حزام أن تنظيم القاعدة يمتلك الأموال بشكل كاف، ويخزنها في مناطقة جبلية معروفة في اليمن ويصعب على الأجهزة الأمنية اليمنية الوصول إليها. من جهته، طالب الخبير الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة بتشديد مراقبة كل أنواع التبرعات وخصوصا الخارجية منها، كي لا تستخدم بطريقة سيئة، متوقعا أن يحاول تنظيم القاعدة إيجاد خطط واستراتيجيات جديدة للحصول على التمويل الذي يحتاجه. وأشار الدكتور جمعة في هذا الصدد إلى ضرورة إيجاد نظام حقيقي للتبرعات غير النظامية وإلغاء مسميات فاعل خير، التي من الممكن استخدامها في تضليل الجهات الأمنية. ويلفت الخبير المصرفي فضل البوعينين إلى أن إجراءات تجفيف منابع تمويل تنظيم القاعدة المتخذة منذ أحداث 11 سبتمبر لم تكن كافية لوقف العمليات الإرهابية أو الحد منها. ويرى أن تنظيم القاعدة ابتعد عن استخدام الحسابات المصرفية لنقل الأموال منذ أن بدأت البنوك المركزية والمصارف في تطبيق أنظمة مكافحة تمويل الإرهاب، واعتمدوا على تهريب الأموال عبر الحدود البرية والطيران، حيث استمر التنظيم في استغلال بعض الحسابات المصرفية المسجلة بأسماء عملاء لا يثيرون الشبهات لجمع الأموال وتخزينها دون التورط في إجراء أي تحويلات منها يمكن أن تثير الشبهات . وبين الخبير الاقتصادي أن تنظيم القاعدة اعتمد على بعض الدول المارقة على الشرعية الدولية، الأمر الذي مكنها من مواصلة عملياتها الإجرامية دون مشاكل تذكر.