ازدحمت الاستراحات المخصصة لوجبات المأكولات البحرية الواقعة شمال مدينة جدة بالعائلات والزوار خلال عيد الفطر، خاطفة بذلك الأضواء من المطاعم الفاخرة الموجودة داخل المدينة. ويرى رواد الاستراحات أن أسعار المطاعم المخصصة للوجبات البحرية داخل المدينة باتت غير منطقية، حيث يصل سعر وجبة عائلية مثلا إلى ثلاثة أضعاف سعر الكيلو غرام من أي وجبة كالسمك أو الجمبري «في الوقت الذي نحصل فيه على هذه الوجبات من المطاعم شمال المدينة بأقل من نصف السعر». ويقول أحمد صالح، وهو رب عائلة: «إن معظم العائلات هنا معروفة وبعضها محجوز موقعه، حتى أصبحت هذه الاستراحات طريقة لبناء صلات وتعارف بين البعض». وفي المقابل، ربما يكون هناك عامل نفسي وراء اختيار هذه المطاعم خارج المدينة، إذ ثمة اعتقاد سائد أن الوجبة تكون طازجة مائة في المائة بسبب قربها من مراكز الصيد أو امتلاكها مراكب صيد لصالحها، في حين أن معظم المطاعم داخل المدينة قد تستخدم سلعا مجمدة في كثير من الأحيان. وعلاوة على ذلك يرى البعض أن هذه المطاعم توفر أيضا جوا من الحرية والبساطة غير المباشرة لأفراد الأسرة في تناول وجبتهم، ففي مقابل الطاولات والكراسي في المطاعم داخل المدينة يمكن الجلوس بحرية على الأرض من دون قيود على التصرفات أو مراعاة للبروتوكول، مقارنة بالجو الرسمي في الأخرى. والواقع أن معظم الاستراحات الواقعة شمال مدينة جدة لم تكن سوى محطات استراحة للمسافرين على الطرق السريعة يستخدمها سائقو الشاحنات العامة والنقل الخاص والعام، ومع نمو تلك الظاهرة بادر أصحابها إلى الاستجابة سريعا للسوق، فأعادوا بناء وتجهيزات جديدة تلبي التحول الجديد في هذا النشاط. ويقول خالد الرحيلي، مالك مطعم استراحة للسمك في جدة: «إننا لم نعد نعتمد في دخلنا على المسافرين بل أصبحت العائلات المصدر الأول للدخل». ويضيف الرحيلي أن زيادة الدخل دفعته لإدخال خدمات وتسهيلات جديدة مثل: الألعاب الترفيهية للأطفال، والألعاب الإلكترونية والرياضية، كما توفر تلك المطاعم الأرجيلة والشيشة لروادها.