لما كانت قضية الإصلاح في المجتمع السعودي، قضية الساعة في فكر «عبد الله بن عبد العزيز» بما في ذلك الإصلاح العلمي التقني، الذي يمثل وجهة نظره، فإن تجديد النظر فيه، على ضوء الظروف التي تطرح اليوم، أمر طبيعي، ولذلك كان من الطبيعي أيضا، أن تترك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ردود فعل متعددة من بينها: ولي العهد (الأمير سلطان بن عبد العزيز) الذي يعرف أن «الملك عبدالله شغوف بالوطن، مخلص للعقيدة، وفي للإنسانية، عطوف على الفقراء، حريص على العلماء، يفيض إنسانية ورحمة» ليكون الرد من «عبد الله» أمله بأن تكون الجامعة «منارة علم يستفيد منها أبناء وطننا فيما يعود نفعه على: ديننا، ثم بلادنا، والعالم أجمع» فالجامعة منارة للعلم، من موطن «اقرأ» ومن ربوع قبلة المسلمين (مكةالمكرمة) ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم (المدينةالمنورة) لتستقر في «ثول» تلك المحافظة الوادعة، التي تحولت في فرصة تاريخية إلى معلم سعودي بارز، لا ليضم أبناء المملكة فحسب، بل العالم كله، لتصبح الجامعة مرجعية ثقافية تراثية لفكرة الإصلاح العلمي التقني، فمنذ ظهور الإسلام إلى ما يطلق عليه اصطلاحا: الاستفادة من التقنية الحديثة، التي تتناول موضوعات تنتمي إما لمضمونها وحده، وإما بمضمونها، ومنهاجها، وروحها، إلى المرجعية العلمية، والمجتمع السعودي على وفاق مع الأحسن، والأفضل ف «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما أصلح أولها». يحرص «سلطان» وهو على بعد آلاف الكيلومترات من أرض الوطن، أن يشارك «عبد الله» فكره، وما تنتجه الجامعة من إنتاج جديد، وإعادة إنتاج ما حفل به الفكر العربي والإسلامي، ليتركز الاهتمام هنا على: فكرة الإصلاح العلمي التقني، كما حدده الفكر التراثي، منذ ظهور الإسلام حتى القرن الحادي والعشرين، وعندما يذكر الإصلاح في المجتمع السعودي، فإن الذهن ينصرف مباشرة إلى الإصلاح بمفهومه الشامل، والعلمي التقني في أولياته. وإذا كان المؤرخون لعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، يركزون على إصلاحه الداخلي، فإن الإصلاح الخارجي الذي يتمثل في: الندية في التعامل، وإزالة ما شاب العلاقات بين الدول من شوائب، له نصيب وافر من اهتمامات «عبد الله بن عبد العزيز» وبهذا المعنى تصبح جامعته فصلا حاسما في تاريخ المملكة العربية السعودية، منذ عهد المؤسس (الملك عبد العزيز) وحتى عهد الملك عبد الله، مرورا بعهود من سبقه: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد رحمهم الله، وهو نقيض الإصلاح الذي أقامته الفلسفة اليونانية (أرسطو بصفة خاصة) بين «المادة» و «الصور» ليغدو الإصلاح في مفهوم القادة السعوديين، بحصول الإصلاح في الشيء، مادة وصورة، ومن ثم تؤول قضية الإصلاح إلى الأفضل، وتنطوي على أعلى درجات «العقل» و«العقلانية» و«التعقل». للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة