يلاحظ استشاريون واختصاصيون أن عدم وجود مقاه ونواد ترفيهية للفتيات يدفعهن نحو عادات ضارة، مثل تدخين الشيشة أو السيجارة. وتشير إحصاءات طبية إلى أن عدد الوفيات في المملكة الناتجة عن التدخين ومشتقاته تقدر بنحو 23 ألف شخص سنويا. وتبرز تقارير لوزارة الصحة أن نسبة النساء المدخنات في المملكة ارتفعت إلى 12 في المائة عن الإحصائيات السابقة، حيث وصل العدد حسب الإحصائيات إلى 600 ألف مدخنة، ودلت دراسات أجريت من قبل جهات متخصصة أن هناك ارتفاعا في نسبة المدخنات ومتعاطيات المخدرات في الأوساط النسائية السعودية والأضرار تقتل 25 في المائة منهن، كما انتشرت ظاهرة التدخين في الآونة الأخيرة بين طالبات المدارس والمعلمات، حسب إحصائيات أخيرة أجرتها باحثات متخصصات في إدارة تعليم جدة، تؤكد نسبة التدخين وتعاطي المخدرات في مدارس البنات مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، حيث إن 20 في المائة من المدخنات والمتعاطيات والمدمنات بين النساء من طالبات المرحلة الثانوية. منافسة الرجال ويوضح رئيس جمعية التوعية بأضرار التدخين والمخدرات ورئيس المحكمة الجزئية في محافظة جدة الشيخ عبدالله العثيم أن النساء وخصوصا في المدارس أصبحن ينافسن الرجال في تعاطي التدخين في المدارس والجامعات، ووصلت نسبتهن إلى أكثر من 35 في المائة مقارنة بنسبة الرجال التي تقدر ب40 في المائة، وذلك من خلال دراسة للجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم شملت مدارس وجامعات في منطقة مكةالمكرمة، وهي النسبة الأكبر على مستوى مناطق المملكة خصوصا في جدة التي تحتل هي الأخرى المرتبة الأولى بين مدن وقرى المملكة. ويلحظ العثيم أن السبب يرجع إلى رغبة الفتيات في الشعور بالاستقلالية والتحرر، وبعضهن يشعر أن التدخين نوع من التحضر والتقدم رغم التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجال مكافحة التدخين.. لافتا إلى أن التقارير تشير إلى أن عدد الوفيات في المملكة الناتجة عن التدخين ومشتقاته تقدر بنحو 23 ألف شخص سنويا، أي بمعدل يصل إلى وفاة 63 شخصا يوميا، كما إن التدخين يسبب نحو 70 مرضا، وأن ثلث الأمراض السرطانية الموجودة في المملكة سببها التدخين. مقاه نسائية وتلاحظ الاستشارية في مستشفى الحرس الوطني الدكتورة نيفين الخالدي أن ظاهرة اتجاه السيدات والفتيات السعوديات نحو تدخين الشيشة والمعسل أصبحت منتشرة بكثرة خصوصا في هذا الجيل الذي يقدر بخمس سنوات أو ست سنوات، حيث لم تكن موجودة قبل عشر سنوات على الأقل، إنما تزامن ظهورها وتفشيها مع ظهور المقاهي النسائية و«الكوفي شوب» تحديدا في جدة، وهو ما ساعد على توجه الطالبات في المراحل المختلفة من الكليات والجامعات إلى اتخاذ الشيشة عادة وسلوكا ومظهرا اجتماعيا، حيث أصبحت عادة اجتماعية، تطلبها الفتيات في تجمعاتهن أكثر من كونها مجرد تدخين في حد ذاته، وتدرجن في استعمالها من النمط العادي إلى العادة في الضيافة والتسلية، متجاهلات تأثيرها الصحي السيئ عليهن وهن في مقتبل العمر، فالشيشة تعادل 15 20 سجارة وأكثر، حيث تؤثر على القصبة الهوائية وتزيد من إفرازاتها ويزيد تأثيرها السلبي على عملية البلع، إضافة إلى تأثيرها الأكيد على الرئة. وحدوث نوع من الإدمان عليها مع استمرار الآثار الجانبية السيئة واحتمال الإصابة أكثر بأمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها. ودعت الدكتورة نيفين إلى إيجاد بدائل إيجابية منها نواد رياضية مناسبة، حيث إن عدم وجود مقاه ونواد ترفيهية للفتيات يدفعهن نحو العادات الضارة، كما إن أغلب النوادي الرياضية باهظة التكاليف ولا تقدم برامج تدريب صحية، فالتدريب الرياضي الصحي والبرامج المتخصصة تحقق انتعاش الجسم بطريقة صحية وتقلل الإحساس بالرغبة في الطعام أو التدخين، أو الاشتراك في النوادي الثقافية، ومقاهي الإنترنت المفيدة وكيفية استخدامها بطريقة صحيحة.