شهد البرلمان اللبناني أمس، انطلاق الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري إذ تستمر حتى نهار الثلاثاء المقبل. وأظهرت اللقاءات النيابية تمسك الأكثرية بالإسراع في تشكيل الحكومة من دون التسرع على حساب المبادئ الدستورية مقابل تمسك الأقلية بموقفها لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة التسوية السابقة في التكليف الأول (15-10-5). أولى اللقاءات التي عقدها الرئيس الحريري كانت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض التصريح بعد اللقاء، فيما نائب رئيس المجلس فريد مكاري وبعد لقائه أكد أن الرئيس الحريري منفتح على كل الطروحات لتسهيل التشكيل. وقال: «بغض النظر عن تفاصيل شكل الحكومة، والمطالب والشروط، ما تمنيته على دولة الرئيس هو أن يأخذ في الاعتبار أن البلد لا يجوز أن يبقى من دون حكومة». من جهة أخرى، توقعت القوى اللبنانية على اختلافها أن تنعكس مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العلمية إيجابا على الواقع السياسي الداخلي، وخاصة على صعيد الأزمة الحكومية، مؤكدين أن التقارب العربي من مصلحة لبنان. واعتبر الوزير السابق وديع الخازن في تصريح أمس أن ما حصل مؤشر لتعميم التفاهم العربي والداخلي من أجل تشكيل الحكومة. وقال: «جاءت الصدمة الإيجابية في تعزيز التفاهم الإقليمي على قضايا المنطقة، حيث شكلت الزيارة المفاجئة للرئيس بشار الأسد إلى المملكة حدثا على مفترق طرق». وختم الخازن: «نحن نعرف أن أزمتنا الداخلية مرتبطة حكما بالظروف والعوامل الإقليمية والدولية وتأليف الحكومة ليس في منأى عن هذه الاعتبارات». من جهته، رأى عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أن «زيارة الرئيس الأسد للمملكة مهمة في توقيتها وقد تساهم في حلحلة عقدة تأليف الحكومة اللبنانية».