.. وللالتزام والإبداع بقية، أسدل المهندس نظمي النصر نائب رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للشؤون الإدارية والمالية المكلف الستار عن 1000 يوم من العمل المتواصل حتى تحول الحلم إلى حقيقة. لم يظهر النصر الذي كان يشغل موقع رئيس الجامعة المكلف حتى ديسمبر الماضي في وسائل الإعلام وظل يعمل بصمت، ولم يعرف مراقبو الحلم منه غير صورة تناقلتها وكالات الأنباء وهو يشرح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خطوات سير العمل إبان الزيارات الميدانية للملك الذي كان يرعى حلمه من الولادة إلى النضج. اليوم جامعة الملك عبد الله، وبالأمس حقل شيبه، ومستقبل الأيام يخبئ مفاجآت لعراب الفريق الميداني المحقق لحلم ملك المعرفة. يرفض النصر لغة الرجل الواحد، مفصلا نظرته: «نحن فريق عمل من أرامكو السعودية كلفنا بكل فخر بالعمل على تحقيق جزء من حلم الملك». ينثر النصر ابتسامة عريضة لا تغرق في بحر ثول بعد أن أنهى المؤتمر الصحافي المصاحب لحفل إطلاق الجامعة رسميا ويتحدث بلسان الفريق: «كان هناك تعب وإرهاق و لكن كانت أجمل ثلاث سنوات». ويصر النصر على الصوت الجماعي «نحن» التي لا تفارقه: «كل فرد في الفريق فخور لقد أنجزنا رحلة الألف يوم، تعب ولكن استمتعنا وكنا نرى الأمل». يركض نائب رئيس جامعة الملك عبد الله للشؤون الإدارية والمالية المكلف ليلحق بضيف مقبل، ويكمل بصوت هادئ: «أثبتنا للعالم أن الشباب السعودي يستطيع أن يحقق المستحيل ما دام هناك قيادة وإرادة». التحق المهندس نظمي بشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) عام 1978، ويحمل إجازة في الهندسة الكيميائية، وعمل في مواقع متعددة، وكانت الخدمات الهندسية نقطة البداية، وبعد ثلاثة أعوام من العمل بجد انتقل إلى تنفيذ شبكة الغاز الرئيسية في المملكة، وهي برنامج يهدف إلى توفير القيم للصناعات البتروكيميائية في المدينتين الصناعيتين (الجبيل وينبع). استمر مركب النصر في الانطلاق، حيث رقي إلى مدير مشروع مسؤول عن جميع البرامج الرأسمالية في حقل الغوار للزيت. وأتت نقطة الانطلاق الأهم بعد أن وجد قياديو أرامكو في الشاب السيهاتي المتدفق نشاطا وإخلاصا ضالتهم لقيادة مشروع تطوير حقل شيبه، الذي وصف بالضخم والطموح، إذ عين قائدا للمشروع الذي خرج إلى النور عام 1998 وكان (المفاجأة) التي جذبت كبرى وسائل الإعلام في العالم بعد أن أصبح واحة فريدة في منتصف الربع الخالي تنتج النفط إلى الجهات الأربع في الكرة الأرضية. ومع خروج حلم الملك عبد الله إلى النور وبدء العمل في تحقيقه، اختير المهندس نظمي رجل الميدان الأول ليكون مع 20 ألف إنسان صانعين لحلم ملك أصبح واقعا أدهش العالم.