بالانجليزيةFuture، وبالإسبانية Futuro، وبلغة أهالي أرض المنشأ لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «المستقبل»، وله معنى في كل لغة، هكذا يتفاوت الشكل والنطق لمفردة «المستقبل» ويتحد المعنى بين 400 طالبة وطالب قدموا من دول العالم لطلب العلم في دار الحكمة السعودي، واتفقوا جميعا أنه هدفهم. حين تتجول في أروقة الجامعة المنبسطة على مساحة 36 مليون متر مربع، تلحظ أن الفروق العرقية واللغوية والحضارية توحدت في هدف واحد، وهو العمل على الخروج بنظريات وابتكار اختراعات، تصنع مستقبلا أفضل لسكان كوكب الأرض. على أرض ثول البارحة الأولى، شهد العالم أجمل وأبهى وأضخم تمثيل أمُمي على أرض المملكة. هم سفراء لأهداف علمية خالصة. حاجز الاختلاف بأبعاده المتنوعة كسرته إرادة طلبة ينظرون للعالم كتلة واحدة، خاصة لمن سلك طريق العلم. ويأتي اللسان العربي الأعلى تمثيلا في قائمة الطالبات والطلاب المقبولين في أول فصل دراسي في الجامعة، وذلك من خلال الطلبة السعوديين البالغة نسبتهم من إجمالي الدفعة الأولى 15 في المائة، ولكن واقع العرب اليوم لا يشبه واقع دار الحكمة المشيدة من الخليفة العباسي هارون الرشيد، وأكمل بنيانها وتجهيزاتها ابنه المؤمن. في تلك الأيام، كان القادمون للنهل من علوم دار الحكمة يكتسبون اللغة العربية للاستفادة من قراءة الكتب والمجلدات، والفهم عند الجلوس في مجالس العلماء بمختلف تخصصاتهم، في ذلك الزمان كان العالم يتكلم العربية علما وثقافة وفنا. واقع التخلف العلمي للعالمين العربي والإسلامي، فرض اليوم أن تأتي اللغة الإنجليزية في المقدمة، وهي اللغة التي اختيرت من إدارة الجامعة لغة رسمية للتعامل بين منسوبي الجامعة وطلابها، ولكن تواجد صرح تعليمي جديد من حيث الشكل والمضمون في أرض المملكة، يدفع للتفاؤل أن يعود العالم في يوم ما ليتكلم العربية التي صنعت المستقبل لأهلها وللعالم على مدار قرون مضت.