أسعد الناس من تيم بحب بناته وبر أبنائه ووفاء والدتهم من بعد رضى الله ثم رضى والديه. وفي كتاب أنيق أصدره الدكتور سلمان بن فهد العودة بعنوان: «بناتي». يتحدث فيه عن بناته بصورة خاصة وعن الفتيات بصورة عامة وما قد يتعرضن له في حياتهن من مختلف المتاعب، ثم ما تلاقيه المرأة بصورة عامة من حيف لغير ما ذنب جنته. وتحت عنوان (بناتي) استهل به الدكتور العودة كتابه بقوله: رزقني ربي بثلاث من البنات، حببن إلي الحياة، تأسيا بالأنبياء عليهم السلام، فهم آباء بنات، كما قال الإمام أحمد رحمه الله، وسيرا على طريقة الكرماء من الرجال الذين كان لسان حالهم يقول: لقد زاد الحياة إلي حبا بناتي إنهن من الضعاف مخافة أن يرين البؤس بعدي وأن يشربن رنقا غير صاف وأن يعرين إن كسي الجواري فتنبو العين عن كرم عجاف والرنق: هو الكدر. وحببن إلي الإقامة حيث هن، أو السفر حيث هن. ثم يمضي في الحديث عن بناته وأثرهن في حياة الأهل إلى أن يقول: رزقني ربي بغادة وآسية ونورة، وهن يمنحنني الوجه الجميل للحياة، الحب والعطف والحنان، ولا حياة للمرء من غير قلب يحن ويفرح ويحس، وهن الامتداد الصادق لذلك الأصل الدافىء الذي أدين له بعد ربي بالفضل والعرفان، والدوحة الظليلة التي حضنتني وحفتني بمشاعرها، ومنحتني من حياتها وروحها ودمها ولغتها الشيء الكثير، ولم أكن لأجد طعم الأمل والرضا والجمال لولا فضل الله علي بالانتماء لمدرسة الأم العظيمة. لقد رأيت دمعتها يوما فأنشدتها: أم يا أم يا عيون عيوني أم يا أم يا جنان جناني لم تغيبي عن ناظري فمحياك أمامي أراه رأي العيان تمسحين الآلام بالدمع يهمي كيف تمحى الأحزان بالأحزان؟ إذا كنا نعرف أسماء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وأمه وحاضنته وقابلته ومرضعته، فلم نستحي من ذكر أسماء أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا ؟، ولم نخجل أن يرانا أحد نمشي إلى جوارهن في شارع أو سوق أو سفر؟، وإلى متى نظل نصنع المقدمات الجميلة عن حقوق المرأة ومكانتها في الإسلام، ثم نفشل في تطبيقاتها الميدانية اليومية الصغيرة في المنزل والمدرسة والسوق والمسجد؟. متى نعقل أن الإخبار عن «خلق المرأة من ضلع» لم يكن من أجل أن نستغل هذا لتعبير المرأة أو انتقاصها كلما غضبناها أو عاتبناها، بل كان إرشادا إلى الأسلوب الأمثل في التعامل مع مخلوق آخر قادم من (الزهرة)، رقة وصبرا وتسامحا، وتقديرا لطبعها البشري الذي جبلت عليه، فهي لم تخلق لتكون رجلا آخر، بل ليقع التكامل بين جزئي المجتمع الفطري: الرجل والمرأة. رزقني ربي بالعديد من الذكور، بيد أني أحببت أن يكون حديثي عن «بناتي» لأنني أحب الحديث عن شيء مختلف ومتميز.. شكرا لبناتي اللاتي هن بعض من الجنة أو بعض من أسبابها، وشكرا لكل من خاطبتني يوما بعبارة: «أبوي».. تحية للدكتور سلمان العودة على ما قدم لقرائه، وشكرا على إهدائه الكريم. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة