لا أملك الكثير من المال، ولا أريده أصلا.. ليس لدي أملاك أو عقارات، لست أملك قصورا أو عمارات أو بيوتا أو سيارات.. ولم أكن لأسعى لذلك.. لكني أشعر حقا بأني غنية.. غنية جدا.. أملك عائلة طيبة جميلة ورائعة.. يحبونني وأحبهم.. لدي أب رائع مكافح صبور وطيب جدا و«رجل» جدا. لدي أم، حسبي أنها «أم» تحبني وتقدم لي حتى ما لا تستطيعه. لدي أخوات لا أستطيع العيش من دونهن، بكل بساطة لا أتخيل أن يأتي يوم وهن لسن بجانبي، ولا أن نتحادث عن أي شيء ولو كان سخيفا. لا أستطيع مجرد التفكير في شكل الحياة بدونهن. لدي أخ، أخي العظيم، الطيب الأبيض النقي، أخي الذي لا شيء يعدل وجوده بيننا. لدي الكثير من الأصدقاء الطيبين. صديقاتي أثق فيهن ودائما ما يدفعنني للخير ويثقن في أيضا، يحبونني بغير شروط وبدون أسباب وأنا كذلك أفعل.. صديقاتي هن من العناية الإلهية الرحيمة التي تحوطني لتربت على كتفي كلما شعرت «بضيق». صديقاتي الملجأ بعد الله، اليد المحبة التي تمسك بيدي في أي طريق أسيره. صديقاتي هن الفرحة التي أمارسها يوميا. الأصدقاء وضعهم لنا الله في طريقنا لكي نتحسس رحمته بنا ولطفه. لدي أفكار تشكل حياتي.. لدي أفكار أنا أصوغها وأعتني بها وأنميها حتى شعرت يوما أن هذه الأفكار هي بناتي. لدي أفكار جميلة عن الحياة وأخرى واقعية.. أملك أفكارا جديدة غير تقليدية تشعرني أني أملك الكثير من الملايين غير المرئية.. لدي أفكار من شأنها أن تطورني كثيرا وأن تدفعني للأمام طويلا. أحب الحياة وأشعر أنها هبة من الله وقيمتها تكمن فيما نفعله خلالها لا فيما نملكه.. قيمتها تعتمد على القدر الذي نصلح فيها ونغير.. أحب الله في المقام الأول وأحب الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء والملائكة والمصلحين والصالحين.. وبهذا الحب أشعر أني أرتقي على نفسي بطريقة ما.. حياتنا الحقيقية تكمن فيما حققناه لا فيما جمعناه.. حياتنا تكمن في حب نشرناه لا في كره يقتلنا.. حياتنا تكمن في أفكارنا الفريدة وعلاقاتنا بالأشخاص الذين ساعدونا على تكوين هذه الأفكار .. ليس لدي المال ولا الأملاك لكني أغنى بأهلي وأصدقائي وبأفكاري، أغنى حين رزقني الله كل الأشياء الجميلة والطيبة التي لن أحصيها شكرا وامتنانا للخالق العظيم. اللهم أدمه من غنى.. اللهم أدمه.. أدمه.