وجاء العيد وانقرضت بين ليلة وضحاها طوابير انتظار الفول والتميس والتي كانت تحت نار الشمس الهادرة في رمضان تقف بالساعات في انتظار دورها دون كلل أو ملل أو إحساس بعدم جدوى هذا الانتظار السقيم الذي يستهلك عشرات الدقائق من أجل وجبة يمكن إعدادها منزليا في دقائق معدودة. أجل انقرضت الطوابير دون أن تتغير بوصلة القيمة الغذائية لوجباتنا ودون أن نخسر أي شيء من البروتينات أو الدهون التي يمكن أن نحصل عليها. ولكن لم ينته موال الطوابير التي نتورط فيها بإرادتنا فقد بدأت طوابير الوقوف أمام مطاعم المندي والمضغوط. ويكفي أن تمر على شوارع المدينة أي مدينة لتكتشف أن هذا الداء يدب مستشريا في كل مفاصل الوطن وليس في جزء أو مفصل واحد فقط. وإذا كانت الطوابير والالتزام ثقافة حضارية في حد ذاتها عند كل شعوب الأرض فإن تلك الطوابير تقف بالساعات لأجل مشاهدة عمل فني أو زيارة متحف أو حضور توقيع أحد الكتب. ولكن طوابيرنا هي من أجل الفول والتميس والمندي وكأننا خرجنا من مجاعة ما بعدها مجاعة. وكل عيد وأنتم بخير لليوم الثاني على التوالي.. وموعدنا مع الفول والتميس في رمضان المقبل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة