فنادق الدرجة الممتازة في السعودية لا تسمع بعلو صيتها لكثرة مرتاديها من النزلاء الوافدين إليها والمقيمين فيها.. بل تسمع صيتها عند حلول شهر رمضان المبارك لتنافسها الشديد في تحضير المكان المبهر المناسب للجو الرمضاني الداعي إلى تناول وجبات الإفطار والسحور فيها! ويعد هذا الابتكار عامل الجذب الأساسي في تشجيع الزوار على الإقبال عليها. أي أن شهر رمضان موسمها الحقيقي في الترويج والتسويق لوجودها بين الناس! حيث تقوم بتعويض ما فاتها من الزبائن بما ينالها من إيرادات المطاعم!! زمان كانت العوائل السعودية تفضل تناول وجباتها خاصة الفطور والسحور على موائدها المنزلية وفي البيت! حاليا.. بعد أن اعتاد الناس السفر واكتشفوا أجواء المطاعم وتعرفوا على أكلات الشعوب المختلفة وعرفوا كيف يقرأون «المنيو» بقوائم الطعام المرصوصة الحلو منها والمالح.. بدأوا يطرقون أبواب المطاعم لتناول وجباتهم الرئيسية خاصة مطاعم الفنادق الشهيرة وخاصة في رمضان!! ولعلي لا أتجاوز أن مدينة «كالرياض» أبرز ما فيها كثرة مطاعمها! فما بين مطعم ومطعم مطعمان! وما بين كافتيريا وسوبر ماركت.. بائع للشاورما أو بائع للفطائر! يظن زائرها أن سكانها لا يهمهم غير الأكل!! ورغم التنوع في اختصاصات المطاعم ما بين هندي وإيطالي وفلبيني ومصري ولبناني وحتى ياباني إلا أن هذا النشاط لا يزال رائجا ومربحا لم يخسر أمامه المطبخ السعودي أو المندي المحلي!! وتعجب أمام أسعار بعض المطاعم الشعبية مقابل أسعار المطاعم الأجنبية أو الوافدة.. حيث يتم حساب الأولى بالريالات وحساب الثانية بالمئات إلا أن في هذا الاختلاف دليلا على ربحية الاثنين! فالمطاعم الشعبية لا تبيع بخسارة.. إنما تكسب المطاعم الأجنبية أكثر بغير وجه حق! فإذا كان الأمر كذلك لمن يعود الفصل بين الاثنين؟ وما هي الجهة المعنية بعملية الأسعار لنفس المنتج أو نفس النشاط؟! لا تعرف ولن تعرف! يكفي أن تعرف.. هنا كل من أراد التكسب يكسب إلا السعودي الباحث عن مرجعية لحفظ حقوق نشاطه!! منذ أن تم تشييد الأبراج والناس في الرياض تغيرت سلوكياتها في مواجهة المناسبات! وأعني مناسبات الفرح! وكفانا الله وإياكم شر مناسبات الحزن ولولا أننا شعب لا يمارس طقوس الشعوب الأخرى في العزاء بما فيها من مظاهر منافية للعقيدة لكانت فنادق الدرجة الممتازة أول المتنافسين على تأجير سرادق العزاء والقيام بواجباته! وكفانا الله وإياكم شر المستخبي وما يكون الغد مسرحا لهذه المظاهر! عموما.. عندما يتم قياس تأثير المعالم البارزة في المدن، تركز عملية القياس على المظهر الحضاري للمدينة وتعتبر علو المباني وشواهق الأبراج السكنية علامة من علامات المدن العصرية المتطورة.. ماذا عن تأثير ذلك على السكان! ربما يكون حديثنا في الغد!! إن شاء الله. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة