المجد والنجاح والأسماء الكبيرة في هذه الحياة لا تأتي بشكل كيفمائي أو باسترخاء. إن المجد لا يتأتى إلا بجهد واشتغال على هذا الخط أو ذاك حتى لو جاءت بوادر البروز بشكل عفوي أو غير مدروس، فالبداية من الممكن أن تأتي مصادفة ويتبقى الاشتغال على النفس بغية النجاح والتميز. وكثيرون هم مبدعونا في مجالات الفن وتحديدا الموسيقى من اشتغلوا على أنفسهم بشكل كبير حققوا فيه طموحهم، ومنهم من حقق لدنيا الإبداع ولوطنه ما جعله في مصاف الكبار. ولا غرو أن يأتي اسم الفنان الدكتور عبد الرب أدريس مثالا لهكذا حديث بعد أن طرز اسمه كواحد من الموسيقيين المعتبرين «حجة».. وعبد الرب في مجاله كان ذلك العصامي الذي اشتغل على دنيا الموسيقى والفن منذ مرحلة دراسته القاهرية، فكان إلى جانب تلك الدراسة في المعهد يتكئ على إرث فني عريق من الجزيرة العربية ظل يتماهى في التعامل معه في الحالتين كتلميذ نجيب جلس القرفصاء أمام محمد جمعة خان والسيد علي أبو بكر والقعطبي، وكأستاذ تعامل مع كبار الموسيقيين العرب وتحديدا المصريين الذين نهل منهم الكثير مثل شعبان أبو السعد والسيسي وعبد الحليم نويرة وغيرهم. عندما أطل عبد الرب بموسيقاه المزدوجة الاتجاه والطعم واللون منذ بداية سبعينيات القرن الماضي كدنا في أحاسيسنا كون الموسيقى تعاملا روحيا وشعورا لا يدرك إلا بالإحساس كدنا أن لا نصدق أن ذلك الفنان الذي يرتدي البذلة السوداء والمحتضن لعوده ليشدوا لنا بأغنيتي البداية «تعبنا والتعب راحة» و «ما أقدر والنبي أودعك» والكثير من الأغنيات الشعبية هو نفسه ذلك الموسيقار الذي أبدع كلاسيكيات موسيقية في نفس الفترة مثل «غريب، تأخرتي، باختصار، أنا رديت لعيونك» وغيرها عبر الحنجرة الجريحة عبد الكريم عبد القادر، و «مرار، تمشي لكم عيني» لإبراهيم حبيب، ثم تلا ذلك إبداعات الدكتور في بداية الثمانينيات مع فنان العرب محمد عبده «محتاج لها، جيتك حبيبي، ابعتذر، كلك نظر وغيرها»، ومع طلال مداح في «احرجتني». للحقيقة بروز إبداعات عبد الرب الموسيقية جديرة بأن يقف أمامها الدارسون لأسباب وعوامل النجاح والتميز لديه في أعمال فنية ليس لها حصر، منها أوبريتان افتتاحيان للجنادرية وأبرز ما في مشوار عبد المجيد عبد الله من كلاسيكيات «الوعد» كذلك بالنسبة لراشد الماجد «المسافر راح». عبد الرب فنان بمرتبة «زرياب» وعصامي. فاصلة ثلاثية: يقول فيلسوف: كلما أكثرت المرأة من الأسئلة اضطر الرجل إلى الإكثار من الأكاذيب. ويقول آخر: الحب هو الولادة الثانية للإنسان. ويقول ثالث: الحب يهجم ويباغت كالنمر لكنه يغادر وينصرف كالحمل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 194 مسافة ثم الرسالة