أهم نتائج انتشار وباء انفلونزا الخنازير.. أنه يظهر وعي المجتمع على حقيقته!! ويكشف عن وعي الناس بلا أجهزة قياس ولا اختبارات نفسية أو اجتماعية!! مثلا.. في المكان العام يسهل اكتشاف موقف السعوديين من انتشار وباء انفلونزا الخنازير مقابل موقف غيرهم منها سواء كان هذا الغير.. من الجنسية العربية أو من الجنسية الأجنبية! وإذا اكتشفت الفارق تتساءل ما الذي يجعل السعوديين أقل مبالات وأكثر «تطنيش» من غيرهم؟! وإليك هذه الأمثلة أيها القارئ الكريم.. في مكان عام يضم عشرات الأطفال يلعبون ويقفزون من مرجيحة إلى أخرى.. تلاحظ أن الأم العربية بجنسيتها السورية أو السودانية أو الأم الأخرى بجنسيتها الهندية أو الفلبينية يعتنين بأطفالهن في هذا التوقيت بشكل لافت للنظر، يعني الأم منهن تسارع إلى تطهير يد طفلها بمجرد انتقاله من لعبة إلى لعبة وصار مألوفا مشهد الأم العربية في المكان العام... وهي تفتح حقيبتها تشد منها زجاجة المطهر السائل وتدهن يدها منها ثم يد طفلها اللاهي مرتين على الأقل! وقبل أن تسمح له أن يأكل شيئا من المطاعم المتناثرة بقرب أماكن اللعب والترفيه، تكون قد مسحت يده بالمطهر 20 مرة على الأقل! في حين أن الأمهات السعوديات معظمهن يتركن أطفالهن مع الشغالات المرافقات وهن يتسوقن! أو يلازمن أطفالهن بلا أية ممارسات سلوكية من هذا النوع المحافظ والمتحفظ.. يتنقل الطفل السعودي حرا طليقا من لعبة إلى لعبة ومن الكرسي إلى الساندوتش لا يأبه باستعمال منديل مطهر ولا ينتظر مسحه مطهرة من الأم البديل أو المرافقة له، ولا تقدم له أمه الحقيقية أي نوع من الخدمات الوقائية... فهل يعني ذلك أن أطفالنا غير غالين علينا؟! وأننا لا نمانع من تقديمهم ولائم على موائد المرض الخطير؟! حتى الأماكن العامة في السعودية تخلو من أية إشادات توعية أو توجيهات لازمة للحفاظ على سلامة الناس والارتقاء بوعيهم! وكأننا نعيش خارج الكون الإنساني الموجود على الأرض! ورغم الحديث المنتشر في كل أرجاء الدنيا عن كيفية الوقاية وكيفية التعامل قبل الإصابة وبعدها إلا أننا في السعودية نعيش حالة خاصة من التجاهل والكتمان! وإذا كان شر البلية ما يضحك.. كما يقولون.. رأيت بأم عيني طبيبا في مستشفى كان يرتدي الكمامة الواقية ويحدثنا من خلفها وعندما اقتحمته (عطسة) أزاح الكمامة وراح يعطس في وجوهنا براحته!!! ولم يكن يحمل منديلا يمنع رذاذه المتطاير! قلت لكم طبيبا ولم أقل جدي!! وكدت أقول له.... لماذا الكمامة يا دكتور بلاش منها... لكن بلعت الكلام غصة!! اليوم أترك لكم التخمين لماذا السعوديون يختلفون عن غيرهم في مواجهة الأوبئة والأمراض حمانا الله وإياكم... لكن في الغد ممكن أن تتكاشف ونتصارح بالقدر الذي تسمح به المساحة هنا وحدود النشر التي ترتدي مقاسها (xsmall)!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة