فرط منتخبنا الوطني للمرة الثانية على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، فرصة الوصول للمونديال الأفريقي للمرة الخامسة في تاريخه، الأولى عندما سقط في فخ التعادل السلبي أمام كوريا الشمالية في آخر جولات التصفيات النهائية لمجموعته الثانية، مهديا البطاقة المباشرة لضيفه، والأخرى أمس أمام المنتخب البحريني الشقيق حين سقط في فخ التعادل الإيجابي في الدقائق الأخيرة بهدفين لمثلهما، مانحا الأشقاء البحرينيين فرصة مواصلة المشوار نحو نهائيات كأس العالم عندما يلاقي نظيره النيوزيلندي ذهابا في أكتوبر المقبل في المنامة وإيابا في أوكلاند في نوفمبر. وكان المنتخب البحريني قد اجتاز الملحق الآسيوي في التصفيات الماضية المؤهلة إلى مونديال 2006 بتخطيه نظيره الاوزبكستاني، والتقى في حينها رابع اتحاد الكونكاكاف منتخب ترينيداد وتوباغو فتعادل معه 1-1 ذهابا في ترينيداد، ثم خسر أمامه صفر 1 إيابا في المنامة. الشوط الأول استهل منتخبنا الوطني بداية المباراة بهجوم سريع ومكثف على مرمى ضيفه، رافضا مبدأ جس النبض، قابل ذلك انكماش لاعبي الخصم في مناطقهم لامتصاص حماس خصمهم الذي كاد أن يفتتح التسجيل مبكرا لولا سوء تقدير ياسر القحطاني لكرة ناصر الشمراني العرضية، ليرد فوزي عايش بهجمة مماثله أبعدها وليد عبد الله ببراعة، ومع تواصل الضغط السعودي وتكرار الهجمات، نجح ناصر الشمراني في إعلان تفوق الأخضر بهدف عند الدقيقة 12، بعد تمريرة ذكية من محمد نور، لتشهد المباراة بعد ذلك تحولا لصالح البحرينيين الذين بدأوا في ترتيب أوراقهم، وصنع هجمات على مرمى وليد عبد الله بعد البرود الذي صاحب المضيف بعد هدف التقدم، ليستحوذ البحريني على أجواء اللقاء، ويعتمد منتخبنا على الكرات المرتدة التي كادت أن تعلن تقدمنا لولا سلبية ياسر القحطاني مع الكرات، فيما ركز ماتشالا على انطلاقات سلمان عيسى وفوزي عايش التي أرهقت الدفاع السعودي كثيرا، وشكلت خطورة حقيقية عبر الفرص التي أتيحت للمهاجمين لاسيما كرة حسين علي التي تألق أسامة هوساوي في إبعادها، وأخرى أعلنت التعادل بواسطة البحريني جيس جون بعد كرة عكسية من عبد الله عمر داخل خط الستة، وشهدت الدقيقة الأخيرة فرصة لعبد الله شهيل بعد تلاعبه بالدفاعات البحرينية لم تستثمر، لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي. الشوط الثاني بخلاف بداية اللقاء، طغى الحذر على الشوط الثاني، لاسيما من البحريني الذي تكتل في مناطقه الخلفية للحفاظ على النتيجة التي تؤهله للملحق النهائي، واعتمد على المرتدات التي شكلت خطورة حقيقية على مرمى وليد عبد الله، في المقابل ظهر التباعد بين لاعبي منتخبنا وكذلك عدم القتالية منهم، إلى جانب عدم استفادة البرتغالي بيسيرو من الأوراق البديلة، حيث طغت العشوائية على الأداء وبالتالي تعددت الكرات المقطوعة التي استفاد منها البحريني جيدا لتشكيل عدة هجمات كانت أخطرها فرصة جون التي تألق الحارس في إبعادها، وعاد منتخبنا إلى أجواء اللقاء بعد دخول أحمد عطيف ومالك معاذ الذي أشعل الجهة اليمنى بتحركاته الجيدة في ظل اعتماد بيسيرو على الكرات الطويلة، وفي الوقت الذي كانت المباراة تسير فيه إلى نهايتها، جدد المدافع حمد المنتشري آمال منتخبنا في مواصلة المشوار نحو المونديال، بعد استفادته من كرة القحطاني العرضية في الشباك البحرينية معلنا الهدف الثاني لمنتخبنا في الدقيقة 91، وفي غمرة الفرحة بالتقدم اغتال المدافع سيد عدنان أحلام السعوديين برأسية جميلة سكنت مرمى الأخضر معلنة هدف التعادل للبحرين الذي صعد لملاقاة منتخب نيوزلندا وسط صدمة كبيرة من الجماهير الحاضرة في الملعب والمتابعة للقاء من السيناريو الغريب من تقلبات النتيجة وعدم استفادة اللاعبين من إضاعة الوقت بعد تقدمهم بالهدف الثاني.