أصبحت الاتفاقية التي تسمح روسيا بموجبها للولايات المتحدةالأمريكية باستخدام الأجواء الروسية لنقل السلع العسكرية إلى أفغانستان نافذة المفعول. وينتظر أن تعبر أول طائرة أمريكية محملة بالمؤن المطلوبة لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الأجواء الروسية في أقرب وقت. وحاليا تنطلق قوافل تموين قوات الناتو في أفغانستان من باكستان وقاعدة «رامشتاين» الأمريكية في ألمانيا. إلا أن ما تحمله هذه القوافل لا يلبي حاجة القوات الأمريكية التي يتضاعف حجمها العددي تقريبا في أفغانستان وفقا لقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وبالتالي فإن الجسر الجوي الروسي يمثل أهم عوامل النجاح الأمريكي في المنطقة، بحسب رأي الخبير أندريه سيرينكو. وتفتح روسيا أجواءها أمام طائرات الشحن الأمريكية بالمجان طبقا للاتفاقية. وسئل مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي دميتري روغوزين عن فائدة هذه الاتفاقية لروسيا، فقال إن هناك جزءا مرئيا وآخر غير مرئي من هذه الاتفاقية وإن اتفاقيات من هذا النوع تحقق، عادة، الفائدة لكلا الطرفين. ويستجيب وجود القوات الدولية في أفغانستان لمصلحة روسيا لأن هذه القوات تمنع انتشار ظاهرة الإرهاب وتمددها إلى الدول المجاورة، كما تنتظر روسيا أن تساهم السلطات الأمريكية في تحقيق بعض مصالحها الأخرى، فالجبن المجاني لا يوجد إلا في مصيدة الفئران، وفق ما قاله روغوزين. ويرى الخبير سيرينكو أن روسيا فتحت أجواءها أمام طائرات النقل العسكري الأمريكية مقابل أن تغلق الولاياتالمتحدة باب عضوية الناتو في وجه جمهورية جورجيا وأوكرانيا، وتوقف نشر الشبكة المخصصة لاصطياد الصواريخ في أوروبا الشرقية.