بعد وقت قصير من تقديم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس صيغة لتشكيلة حكومية إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، رفضت المعارضة اللبنانية التشكيلة المعروضة. وأعلن النائب ميشال عون، أحد أقطاب الأقلية النيابية، بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن المكتب الإعلامي للتيار الوطني الحر الذي يرأسه، رفضه التشكيل المقترح من قبل رئيس الحكومة المكلف، معربا عن اعتقاده بأن رئيس الجمهورية لن يوقع مرسوم التشكيلة الحكومية التي تسلمها من الحريري. وذكرت مواقع إخبارية لبنانية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبدى انزعاجه من الطريقة التي تم عبرها إخراج تشكيل الحكومة. من جانبه اعتبر تكتل «التغيير والإصلاح» أن «ما قام به النائب المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من رفع مرسوم تأليف الحكومة إلى رئيس الجمهورية، هو أمر خارج عن مبادئ الوحدة الوطنية والتوافق والشراكة. وأوضح البيان الصادر عن التكتل لكل مكوناته، رفضه هذا الأمر شكلا ومضمونا، لافتا إلى أنه لا يمكن القبول بالتعاطي مع هذه الصيغة كأمر واقع. وكان الحريري قدم تشكيلة وزارية من 30 وزيرا، عرضها على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي استقبله في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين. وبعد اللقاء، أكد أن الصيغة المقدمة وضعت على أساس صيغة 15 وزيرا للموالاة، و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنها تضم جميع الكتل النيابية الرئيسية، وتحترم نتائج الانتخابات وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب وتراعي ضرورة الانسجام ضمن الفريق الحكومي. وأضاف: أبلغني سليمان أنه سيقوم بدرس التشكيلة التي قدمتها، ليقرر ما إذا كان سيوقع مرسوم التشكيل. وتأخر تأليف الحكومة اللبنانية لأكثر من شهرين، بسبب المعوقات السياسية الداخلية، التي ترافقت مع تراشق اتهامات تعطيل التأليف بين الأكثرية والأقلية النيابية.