انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي قيام القنوات الفضائية وشركات الإنتاج بالتركيز على قصص الحب في الأعمال الدرامية ذات الصبغة الدينية والتاريخية خصوصا في شهر رمضان، وقال: لاشك في أن الدراما تعتبر عاملا مهما جدا في غرس القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة إذا قدمت بشكل جيد وخلت من المنكرات، وأضاف: وهي من الأمور الهادفة التي حاول بعض العلماء والمشايخ استخدام فن إسلامي لتوجيه المجتمع نحو الفضيلة وقاموا بجمع بعض الأموال لصناعة هذا الفن سواء في الخليج أو مصر أو تركيا خصوصا أن الفن له تأثير هائل على المجتمع سواء بالإيجاب أو بالسلب بحسب مايوجه له وكان يحوي العناصر المتكاملة للعمل الفني بدءا من النص الجيد والإخراج والتمثيل الجيدين ومن أراد أن يصنع فنا إسلاميا هادفا وراقيا فعليه أن يلتزم بجميع هذه الأمور شريطة أن تبقى في إطار ديني وأخلاقي ملتزم.. وأشار الشيخ القرضاوي إلى ضرورة أن يتحدث العمل الدرامي عن القضايا الاجتماعية والتعاملية فالدراما ليست دينية وتاريخية فقط لافتا إلى أهمية وجود العنصر النسائي في العمل الدرامي لأنها جزء من المجتمع لايمكن أن يهمل أو يترك فجميع قصص القرآن تحتوي في سردها على الرجل والمرأة ومن ضمنها قصص الأنبياء فلاتوجد قصة بدون إمرأة واستدرك القرضاوي في حديثه قائلا: لكن الإشكالية الكبرى تكمن في إعطاء مساحات كبرى لقصص الحب والمشاهد غير المناسبة سواء إذا عرضت في شهر رمضان القادم أو غيره والمبالغة في تبرج النساء حتى تحولت الأعمال الدرامية إلى أشبه بعرض أزياء وزينة فغلبت على المواضيع الدرامية المعروضة، ودعا القرضاوي إلى تبني فقه التيسير في النظر إلى الأعمال الدرامية خصوصا أنها تعتبر وسيلة فاعلة وهامة في الدعوة وإبراز القيم ومحاربة السلبيات في المجتمعات، لذلك فلابد حتى من التدرج في إقصاء أمور غير جائزة حتى نصل إلى مرحلة تكون نواة لفن إسلامي فعلي وصادق. يذكر أنه يعرض حاليا مسلسل (صدق وعده) للمخرج محمد عزيزية بمشاركة نجوم من مصر وسوريا والعمل يتحدث عن علاقة حب في عصر الإسلام وأثار العمل ردود فعل متفاوتة حول قصة العمل.