«أحكام الصيام وفلسفته» للدكتور مصطفى السباعي يرحمه الله، كتاب تزكوي تنموي وهذا هو اجتماع الحسنيين، وقد أعجبني كثيرا منظوره في القراءة الشعورية للصيام كشعيرة محصلتها حصول المرء على (تحرير الذات بالذات) وحتى أوضح اخترت النص التالي من كلامه ص 43: «ورمضان هو الفترة الروحية التي تجدد فيها الجماهير والأفراد فرصة لإصلاح تاريخها، إن رمضان محطة لتعبئة القوى النفسية والروحية والخلقية التي تحتاج إليها كل أمة في الحياة، ويحتاج إليها كل فرد في المجتمع، إنه يمنحنا فيما يمنح تذكيرا بالحق الذي تقوم السموات والأرض عليه، وتخلقا بالقوة التي لا تنتصر أمة بدونها وشغفا بالحرية التي لا تتم الكرامة والإنسانية بدونها»... ويتابع قائلا ص 57: «وفي الصوم يذكر الإنسان أنه إنسان»... وفي ص 83: «في رمضان... تمردا على عبودية الطعام والشراب، وعبودية العادة والحياة الرتيبة، والتمرد على هذه العبودية أول صفات الأحرار، في رمضان امتناع عن اللذة اختيارا وهذه هي الحرية، حرية الإرادة»... وكي لا أطيل أختم بقوله ووصيته: «أيها الصائمون... أنتم في معركة من معارك النفس، يحتدم فيها الصراع بين المادة والروح، فحذار أن تهزموا». أستاذ التنمية الفكرية في كلية إدارة الأعمال CBA