رغم اندثار الكثير من الأكلات الشعبية، إلا أن البليلة قاومت الاندثار، وذلك لأنها مغذية، وكذلك وهو المهم لسهولة إعدادها، وثالثا بلا شك لأنها لذيذة، وهي إلى الآن تقدم كطبق تسلية أو تسرية للضيوف، وقد اشتهر صديقنا محمد سعيد طيب بالبليلة التي يقدمها لزواره في الثلوثية.. والبليلة كما قلت سهلة الإعداد إذ تنقع البليلة في الماء حتى تصبح طرية ثم يتم غليها حتى يصفر لونها وتنضج، وتقدم للضيوف مع الخل والكمون والملح والطرشي المقطع قطعا صغيرة، وأحيانا وحسب المزاج يضاف إليها التباسكو أو السلطة الحمراء الحارة، فهي إذن كما ترى سهلة الإعداد، كما أنها مغذية لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتين، وهي كالفول يمكن الاكتفاء بها في الوجبة الواحدة، وهي من نفس عائلته: البقوليات، وفي جدة بالذات تنتشر الأكشاك التي تبيع البليلة، وهناك سلسلة من الأكشاك تحت مسمى: "بليلة زمان" وتنتمي لأحد الموسرين.. أي أن البليلة يمكن أن تصبح بزنسا كبيرا وناجحا، ومع الأسف فإن عمال صاحب هذه الأكشاك أجانب، مع أنه يستطيع أنه يوظف سعوديين ويعطيهم راتبا مجزيا.. وفي نفس الوقت يحقق هو عائدا طيبا، إذ أن كل رأس ماله كشك من الخشب، بدون أي مصروفات، وأكثر ما يحتاج إليه في صناعته بجانب البليلة الماء وهو بتراب الفلوس.. وأنا أدعو الشباب العاطل إلى ممارسة هذا البزنس، وقد لا يحتاجون في البداية إلا إلى لوح خشب أو بسطة، "يا بليلة بللوكي، سبع جواري خدموكي".