أصدرت وزارة الداخلية أمس بيانا حول حادث الاعتداء الذي تعرض له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مساء يوم الخميس السادس من رمضان 1430 ه، فيما يلي نصه: الحمد لله القائل في محكم كتابه «استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا». وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، أن مرتكب حادث الاعتداء الذي تعرض له صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مساء يوم الخميس السادس من شهر رمضان لعام 1430ه هو أحد المطلوبين الذين سبق الإعلان عنهم وهو المدعو عبد الله بن حسن بن طالع عسيري، قدم إلى المنطقة الحدودية مع الجمهورية اليمنية الشقيقة مستغلا الجهود المتواصلة والتنسيق القائم مع الأشقاء في اليمن لاستعادة المرأة السعودية وأطفالها التي سبق أن غادرت البلاد بطريقة غير مشروعة وبدون علم أولياء أمور الأطفال، إذ زعم هذا المطلوب أنه ينقل رسالة من المرأة وأطفالها ومجموعة من السعوديين الذين يعيشون أوضاعا بالغة السوء ويرغبون في العودة إلى الوطن، وذلك بعد أن اتضحت لهم الرؤية وندموا على ما بدر منهم وأنهم يطلبون الأمان من ولاة الأمر من خلال الاتصال بمساعد وزير الداخلية شخصيا. وبناء على ذلك فقد تم نقله بمرافقة أمنية إلى محافظة جدة وحضر إلى مقر استقبال المهنئين والزوار في سكن سمو مساعد وزير الداخلية بعد صلاة التراويح وذلك جريا على عادة ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله في مثل هذه الأيام الفاضلة. وعند مقابلته للأمير محمد بن نايف، أكد رغبته في تسليم نفسه وتمكين مجموعة من المتواجدين في اليمن من العودة وطلبهم أخذ الأمان من ولاة الأمر وحرصهم على سماع ذلك منه شخصيا عبر اتصال هاتفي، حيث تم تأمين الاتصال بأحد تلك الأطراف وبحضور المطلوب الذي كان متواجدا في نفس القاعة وأثناء الاتصال حدث انفجار أدى إلى مقتل هذا المطلوب وتنآثرت أشلاؤه، وبفضل من الله لم يصب أحد بمكروه سواه، وتتولى الجهات الأمنية المختصة التحقيق في هذا الحادث. وقد توصل المعمل الجنائي وتقرير الطب الشرعي إلى نتائج تقتضي المصلحة الأمنية عدم الإفصاح عنها في الوقت الحالي. وشدد البيان، أن وزارة الداخلية تؤكد على أن ما أقدم عليه هذا المنتحر قاتل نفسه ومن يقف وراءه لهو عمل من أعمال الغدر والخيانة يأباه الشرع الحنيف وترفضه الشيم العربية، وقد بلغ في السوء مبلغه، حيث جمع بين نقض الميثاق ونقص المروءة باستغلال النساء والأطفال وهتك حرمة الشهر الفضيل وارتكاب الكبائر ومقابلة الإحسان بالإساءة. وبحسب البيان، فقد كفى الله بمنه وفضله شر الأشرار وردهم بغيظهم لم ينالوا شيئا إلا خزي الدنيا وافتضاح حالهم وبطلان دعاواهم الزائفة بما في ذلك تمسحهم بالدين الحنيف وهو بريء من أفعالهم إن الله لا يصلح عمل المفسدين. وترغب وزارة الداخلية في التأكيد على أن مثل هذه الأفعال الشاذة ليست من شيم أبناء هذا الوطن، وأن هذا الحادث يكشف عن حقيقة الفئة الضالة وأتباعها الذين باعوا أنفسهم لأعداء الوطن ومنهجه القائم على القرآن الكريم والسنة المطهرة. وختم البيان، أن هذا الحادث لن يغير ما اعتاد عليه أبناء الوطن من سياسة الأبواب المفتوحة مع ولاة أمرهم حفظهم الله، وتدعو في الوقت ذاته كل من وضع نفسه محل اشتباه أو تورط في أنشطة ضالة وخاصة المقيمين في الخارج من المواطنين إلى المبادرة بتسليم أنفسهم والاستفادة من الفرص المتاحة لهم لمراجعة وضعهم والعودة إلى جادة الصواب، وذلك من خلال برامج المناصحة والرعاية التي وفرتها الدولة، والله الهادي إلى سواء السبيل.