لا تنهض الأمم والمجتمعات إلا من خلال المعرفة، وعبر الإيمان بأهمية العلم، والدخول في لحظة العصر، بكل ما تحمله من جديد وحديث وما هو مفيد ومضيء، كل ذلك لصالح هذه الأمم والمجتمعات. ومن ثم فإن المشروع العلمي والحضاري المتمثل في الابتعاث والدراسة في الدول المتقدمة يعد مشروعا كبيرا ومهما، وسوف ينعكس على المجتمع السعودي، وعلى حركة التنمية والفكر، ومن ثم الدخول في مجتمع المعرفة. ولأن برنامج خادم الحرمين الشريفين يشكل نقطة مفصلية في مسار التعليم في بلادنا، كان لازما أن تتعزز أهمية التنسيق بين الجهات المعنية في سوق العمل، سواء داخل القطاع العام أو الخاص، وذلك عبر وزارتي الخدمة المدنية والعمل والغرف التجارية، عبر وجود قوائم الفرص المتاحة التي على ضوئها سوف تتمكن وزارة التعليم العالي من تحديد قائمة التخصصات التي يمكن ابتعاث أبنائنا لدراستها. إن تحديد قائمة هذه التخصصات سوف يعمل على رفد المؤسسات الوطنية بخبرات علمية تمكنها من تطوير الفكر الإداري والعلمي في بلادنا، وتجعلها أكثر تطورا والتحاما بعجلة التقدم، استنادا إلى أحدث المعارف والثقافات والعلوم. يبقى مهما مراجعة شروط إلحاق الدارسين على نفقتهم ببرنامج الابتعاث بما لا يخل بأهدافه وأطره العامة، ووفق مايلبي احتياجات الطلاب ويعينهم على مواصلة تعليمهم وتحقيق طموحاتهم، الأمر الذي من شأنه تعميق وتوسيع هذا المشروع السعودي الحضاري، ما يحدث تحولا جذريا في الذهنية السعودية حال تنفيذه، وتبقي على القيمية المجتمعية.