لم يمض علينا فجر أول جمعة رمضانية هادئا كحال سابقه من الأيام، إذ كانت الأخبار المتناقلة وتسمر الناس أمام شاشات التلفزيون والرسائل والاتصالات المتبادلة هي سمات ذلك الصباح المختنق برائحة الغدر والخيانة في فعل صريع الإرهاب ونقض غزله أمام مستقبله، حجر زاوية معركتنا مع الإرهاب وزمرته الأمير محمد بن نايف. المنجز الأمني المتحقق في حصار الإرهاب أصبح علامة بارزة في تعامل المملكة مع ملف الإرهاب الشائك والمعقد، والعمليات الاستباقية الأخيرة التي كشفت مؤخرا عن 44 متورطا يحملون مؤهلات علمية عليا، تعطي دلالة عن مدى دقة الرصد والمتابعة ومحاصرة أعقاب الخوارج وأغيلمة الإرهاب على أرض الوطن المستهدف، وبالتالي طرقهم لحيل العاجزين في سبيل تسجيل الحضور. في فجر الجمعة اجتمع الوطن كله على قلب رجل واحد، لم يزل لسانه رطبا بالدعاء في ليلة رمضانية يترقب ساعة الاستجابة بأن يحفظ الله هذا الوطن ورجالاته ويرد كيد الكائدين والماكرين، ولسان حال الوطن: ويحهم.. أهذا ضرب الجنون أم اغتيال العقل؟، تفتح لهم الأبواب «لا تثريب عليكم» فيسابقون إلى الهلاك والإهلاك، في استدرار جديد لفكر الخوارج.. وحسبهم «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية». «نحن في هذه البلاد مستهدفون ويجب ألا نقول انتهينا من هؤلاء.. الأمور قد تتغير وقد تزيد أكثر، ولا أقصد من حيث الكم وإنما من حيث النوع وهو الأخطر، أصبح يلقى القبض على ناس من مستوى عال من الثقافة والوعي والقدرات العلمية وهذا أمر مؤسف جدا، لأنهم مواطنون، أين الحس الديني والوطني؟»، سؤال الحس الحائر الذي نادى به رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبد العزيز وهو يعلق على حادثة الغدر يجعلنا نتساءل دائما عن معركتنا مع الفكر التحريضي الساعي إلى تغيير العمق الوطني والولاء الديني، واختيار البعض في حصار الإرهاب الوقوف في المنطقة الرمادية غير الواضحة، في الوقت الذي أصبح لزاما فيه رفع الرايات الواضحة لتحديد المواقف وطرد المهادنة وتصريحات الاستحياء والخجل... فصراعنا مع الإرهاب طويل ومستمر، والأيام ستكشف ذوي أنصاف الحلول وقابعي منطقة الظل. أما درع الوطن الأمير محمد بن نايف، فحيثما وجهت بوصلة الأمن ستجدها إليه ترنو، وعن حنكته وعمقه تتحدث التجربة، ويشارك قلبه قلوب الملتاعين من أسر المطلوبين فيسهل ويساعد ويمد يد الأب الحانية.. ولذلك في فجر الجمعة كانت قلوبنا وطنا واحدا يردد: المجد عوفي إذ عوفيت والكرم، وزال عنك إلى أعدائك السقم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة