يمكن قراءة المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف باتجاهين متضادين الأول منهما أن الإرهابيين اختاروا تصعيد معركتهم مع قوى الأمن فتوجهوا مباشرة إلى المسؤول الرئيسي عن ملف مكافحة الإرهاب، أما الاتجاه الثاني فهو أنهم وصلوا مرحلة من اليأس والضعف إلى حد التعبير عن حنقهم وإحباطهم من خلال هذه المحاولة الانتحارية الفاشلة، وفي كلتا القراءتين يبدو الأمر خطيرا جدا!. وقد بدأت المعركة مع قوى الإرهاب وعلى رأسها تنظيم القاعدة تتخذ اتجاهات جديدة ومعقدة، خصوصا أن الأوضاع الإقليمية الملتهبة وماتشهده بعض دول الجوار من اضطرابات أمنية قد يشجع قوى الإرهاب على استئناف نشاطاتها في السعودية بعد أن أجبرتها الضربات الأمنية الموجعة على الاختباء والانسحاب طوال الفترة الماضية. صراع القوى الإرهابية مع الأمير محمد بن نايف عام وشخصي، فالأمير محمد بن نايف قاد بنجاح أجهزة مكافحة الإرهاب لذلك فإن استهدافه يمثل استهدافا للمؤسسة الأمنية بشكل عام، والأمير محمد بن نايف بما يتمتع به من قدرات كان دائما وأبدا شوكة في حلق الإرهابيين لذلك فإن استهدافه شخصيا يأتي كمحاولة (ثأرية) للانتقام من الرجل الذي كان وراء سقوط أسماء كثيرة من قيادات التنظيم الإرهابي في قبضة العدالة. ويمكن الربط بين محاولة الاغتيال الآثمة والإنجاز الأمني الذي تم تحقيقه قبل فترة وجيزة حيث تم القبض على خلية تتكون من 44 إرهابيا واكتشاف مخابئ الأسلحة الخاصة بهم مما شكل ضربة موجعة جدا للإرهابيين دفعتهم للتفكير جديا بالتخلص من الرجل الذي دائما ما يقطع عليهم الطريق!. المعركة مع الإرهاب ليست معركة أمنية فقط بل هي معركة وطنية كبرى تشمل كافة مناحي الحياة وخصوصا الفكرية والإعلامية والتربوية، والإرهابيون ليسوا فقط من يحملون الأسلحة والمتفجرات بل هم أيضا المحرضون والمؤيدون الصامتون. حمدا لله على سلامة محمد بن نايف، ولينصر الله الوطن على أعدائه المجرمين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة