منذ أن كشفت الفئة الضالة عن وجهها القبيح، وانطلقت شرارة جرائمهم عام 2003، لوحظ تنوع في الأساليب، إذ شملت استهداف المجمعات السكنية المدنية، مباني الأجهزة الحكومية الأمنية، والمواجهات المسلحة مع قوات مكافحة الإرهاب، خطف وقتل رعايا أجانب، وصولاً إلى منشآت اقتصادية نفطية استراتيجية، مثل محاولة التفجير في ابقيق، وانتهاء بمحاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بتفجير ارهابي، والتي يمكن اعتبارها ذروة محاولات هز استقرار المملكة. في حين أعلنت السلطات السعودية خلال السنوات الخمس الماضية عن إحباط ما يقارب مئتي عملية إرهابية، مع بيانات تصدر عند كل نجاح في القبض على أفراد خلايا وأسلحة ومتفجرات وأموال تدفن وتخبأ في مواقع لا تخطر على البال. والملاحظ أن هناك تنوعاً في المحاولات الإجرامية وتغييراً في الأساليب، مع كمون وانكفاء لفترة طويلة نسبية، سادت فيها أخبار نجاحات الأجهزة الأمنية في الكشف عن خلايا وتجهيزات، وهو ما يستوجب العمل على التفكير الاستباقي للأساليب المحتملة الجديدة، التي تخبئها فلول الإرهاب في المستقبل وجذور دعمه، ومن الواضح أن هناك رسائل عدة يراد إيصالها، منها ان كل الأهداف محتملة، والغرض إشاعة الذعر وعدم الاستقرار بين المواطنين والمقيمين، وهو ما حقق فشلاً ذريعاً طوال فترة المواجهات. ومع محاولة الاغتيال الفاشلة، يتحتم إعادة النظر في شمولية المواجهة، وحاجتها إلى التقويم المستمر، فنحن في حال حرب مع الإرهاب. ولا بد هنا من طرح السؤال الأهم عن أسباب قدرة هذا التنظيم على «التفريخ والتمويل»، على رغم الضربات التي وجهت له، والقبض على كثير من أفراده وداعميه، آخرها البيان الذي صدر بالقبض على 44 من منظري وداعمي الإرهاب قبل عشرة ايام، ذكر هذا البيان انهم استغلوا العمل الخيري، ولم يفصّل ويوضح شكل هذا الاستغلال، ونوع العمل الخيري المقصود، لأن التبرعات في المساجد وغيرها تم إيقافها منذ زمن. إن من الواجب البحث في جذور القدرة على الاستمرار في «التفريخ والتمويل» وكشفها، هو ما سيشخص الواقع الخفي بصورة أفضل، ما يسمح بالعمل على خطط التصدي المناسبة. www.asuwayed.com