السماء مبتسمة بهلاله المنير، والأرض يشع نورها ببركته، والناس بمختلف أعمارهم يتبادلون التهاني لأجله، أقبل راسما الابتسامة على وجه كل مسلم يرجو من الله أن يحقق حلمه وغايته وأن يغفر له ما أسلف في عمره الذي مضى، فبقلب مضيء منشرح نقول بأعلى صوت أهلا برجوعك إلينا يا شهر الخير. شهر رمضان من أكثر الأشهر بركة وتميزا يحمل أقوى الدعائم الأساسية التي يقوي بها المسلم صلته بربه ويثبته عليها على مدار السنة، فلا أروع ولا أسمى من الوقوف بين يدي الله، حيث نرى الناس في صلاة التراويح والقيام مصطفين خاضعين لله يرجون منه تحقيق مطالبهم وأمانيهم، وعندما يفرغون منها يشعرون بنور يضيء قلوبهم قبل وجوههم. رمضان يعتبر عاملا أساسيا في تقوية الروابط والصلات الاجتماعية من خلال عدد من الصور التي يتجلى فيها هذا المبدأ ومنها إرسال التهاني، والتعارف في المساجد، ومصافحة المصلين، والتراص في الصفوف في مشهد يعبر عن مدى الترابط الأخوي بين المسلمين. هذا لا ينسينا مردود هذا الشهر من الناحية الصحية، حيث إن الصائم يحصل على عدد من الفوائد ويتخلص من كثير من المضار الصحية خصوصا من تلك الأكلات الدسمة التي تضر بالصحة والجسم، كما أن للصوم ارتباطا وثيقا بصحة الإنسان وفقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا». وقد سمي شهر رمضان بالمبارك لأنه يحل ببركته على كل مسلم استقبل هذا الشهر بنية قوية ورغبة صادقة في أن يجعل من هذا الشهر فرصة لتدارك العمر واستدراك ما مضى، والمسارعة في فعل الخيرات والبعد عن المنكرات وقراءة القرآن ونيل الرحمات. سارة الغامدي جدة