خبر إلقاء الأجهزة الأمنية السعودية القبض على (43) عنصرا سعوديا، من منظري الفكر الضال ومعتنقيه، الداعمين لأنشطته الإجرامية، بعضهم يحمل درجة الدكتوراه، والماجستير، والبكالوريوس، يؤكد أن الفكر الإرهابي ما زال موجودا، كما صرح مرارا خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) «إن الحرب مع الإرهاب طويلة» وإن مسلسله سيستمر ما دامت العوامل المنتجة له باقية، ولذلك لا بد من تجفيف منابعه، واستئصاله من جذوره، كما أعلن أكثر من مرة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية (الأمير نايف بن عبد العزيز) ولذلك فالاستنفار الأمني قائم، والضربات الاستباقية لرجال الأمن السعودي باقية، وهي جهود فعالة ومتطورة وناجحة، بيد أن الاستنفار الفكري الشامل هو المطلوب في جميع المنابر: الدينية، والثقافية، والتربوية ، والإعلامية، بحيث يجند لمحاربة الفكر الإرهابي جميع المفكرين، والمثقفين، والعلماء الشرعيين، والإعلاميين، والتربويين، والنفسيين. ومنذ أن تحول الإرهاب إلى قنبلة بشرية تدميرية، عندما وجه ضربته الأولى للمجتمع السعودي في سنة 1995م أصبح له أعوان، وممولون، ومفكرون، ومنظرون، ومريدون، وبالغ في العدوانية، واستأسد ظانا أنه في مأمن من العقاب، ولكنه خاب وخاب معتنقوه، وتم ضبط أسلحته، وذخائره، ومتفجراته، ورشاشاته، وطلقاته، لن يكون آخرها ما تم في عملية أواخر شهر شعبان الماضي (1430ه) وقد تملك أفراده «فكر فارغ، تمثله النزعة الفردية المتفسخة أخلاقيا واجتماعيا، فلا يأبهون لتطبعهم المتناقض، وكأنهم يعيشون في قارة سابعة، لا وجود لها إلا في مخيلتهم». إن المعركة مع الإرهاب كما قال الكاتب السعودي خالد الغنامي : «ما زالت قائمة، وإنه لم يأن بعد للفارس أن يترجل عن حصانه، وإنه لا يحق لنا أن نتراخى بسبب الهدوء. فتنظيم القاعدة الذي يقف وراء هؤلاء الأشخاص، خصم لا يستهان به، خصم قادر على التكيف، واستخدام معطيات العصر فيما يخدم مصالحه الإجرامية» ومن هنا فإن الدواعي الوطنية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية، تتطلب معركة طويلة مع الإرهاب، لضربه وهو في مخابئه، وهو يملك خبرات تقنية متقدمة، وهو يقوم بتدريبات داخلية وخارجية على الرماية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وهو يعد الخرائط المتفجرة، وهو يزور الوثائق لتستخدم في عمليات التفجير عن بعد. مامكونات الظاهرة الإرهابية؟ وكيف نشأت؟ أجاب عن هذين السؤالين المفكر العربي عبد الحميد الأنصاري بأن الظاهرة الإرهابية حصيلة تفاعل ثلاثة عناصر هي: 1- فكر عدواني. 2- استقر في نفسية غير سوية. 3- وجد «بيئة» حاضنة، أو متعاطفة، أو متقلبة. وعندما شرح الفكر الإرهابي توصل إلى أن «الدولة هي المؤسسة الشرعية الوحيدة قانونا وشرعا التي تحتكر العنف القانوني المشروع خارجيا: حماية للوطن، وداخليا: استقرارا للأمن» وأضيف بدوري المطلوب: مقاومة فردية، وجماعية، ومجتمعية، تؤسس لحماية الوطن من فك مدمر، يستهدف النيل من منجزاته ومكتسباته، ومن إنسانه الذي يولي وجهه شطر الإنتاج، والعمل، بإيمان، وعزيمة، وصدق، وإخلاص. الإرهاب لايهزم بالعمل الأمني وحده. يهزم الإرهاب بالفكر، وتحمل المجتمع مسؤولية فضحه وكشفه أمام الناس. وليس من حق أي شخص استخدام الإرهاب لترويع الآمنين، والضرورة تستدعي أيضا مقاومة منظري الفكر الإرهابي، والخروج من دائرته، والحفاظ على شباب الوطن، وإلا فإن دوامة الإرهاب تستمر، والشباب يتساقطون. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة