مازلت حتى كتابة هذا المقال (صباح السبت التاسع من رمضان 1430ه) تحت هول صدمة المحاولة التي منيت بالفشل الذريع، واستهدفت المجتمع السعودي ممثلا في شخص الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ( مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية) وفي يقيني أنها لم تصبني وحدي بالذهول، بل أصابت المواطنين في بلدي من جهة، وفي العالم الذي أجمع على محاربة الإرهاب من جهة أخرى. فالمستهدف هذه المرة رمز من رموز الوطن والأمن السعودي، وقد عرف بحربه على الإرهاب من منطلقين: الأول: أمني، والآخر: فكري، وهما فرسان ينبغي أن يسيرا في خط واحد، لا يسبق أحدهما الآخر، فقد طغى الإرهاب والفكر الإرهابي وبغيا، ولم يعد هناك مجال للمهادنة مع معتنقيه، أو التربيت على أكتافهم، أو العطف عليهم، أو مساعدتهم، ورب ضارة نافعة، فالمحاولة الفاشلة، فتحت العيون على مستوى الحقارة في سلوك أولئك، ومن ثم فالبتر أولى بهم، إلا مع التائبين منهم توبة نصوحا، وليس مع من لا يرجى برؤهم، واستفحال خطرهم، والماضين في تحقيق أهدافهم الإجرامية في المجتمع السعودي، والتأثير على النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، فقد استهتر الإرهابيون بالوطن، ومقدرات المواطنين، ومنجزاتهم، ومكتسباتهم، والوطن ينبغي أن يتجاوز تلك الفئات، ويطبق قانون محاربة الإرهاب، والفكر الإرهابي، قبل أن ينفذ إلى العقول كافة، عبر من يوفرون الإطار الفكري، والدعم المالي واللوجستي للمنضوين تحت عباءة تنظيم «القاعدة». من المؤكد أن الإرهاب بشتى أنواعه، وأشكاله، وصوره، لا يمكن اجتثاثه، إلا بتعاون المجتمع السعودي كله، وتضافر مؤسساته كلها، وإذا كانت الجهود تتم من خلال الأمن، وبتعاون المواطنين، إلا أن الهدف الأسمى يبقى وهو: إيقاف خطط الإرهاب والفكر الإرهابي، وقنص منافذه، وكل الجهات الحاضنة له. ومع خطورة تفكير الإرهابيين، وتنفيذهم للمحاولات التي تستهدف رموز الوطن والأمن، إلا أن هذا التفكير ساذج، لأنهم يعتقدون أنه بوصولهم للأمير محمد بن نايف، وصلوا لصيد ثمين، ونسوا أن محمد بن نايف ليس إلا واحدا من بين أكثر من عشرين مليون سعودي، عازمون على اقتلاع الإرهاب من جذوره، وكلهم يحملون اسما واحدا (محمد بن نايف).. فهل يستطيعون الوصول إلى عشرين مليون «محمد بن نايف بن عبد العزيز» ؟. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة