يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية جديرة بالدراسة والبحث والتقصي، لا سيما وقد أصبح ظاهرة حسب إفادة الدراسات الاجتماعية المتخصصة في هذا الشأن. ووقوع الطلاق تفكيك للأسرة وتشريد وضياع للأبناء والذي ينعكس بدوره سلبا على استقرار وأمن المجتمع. وأسباب الطلاق كثيرة، غير أني سأركز هنا على «الخيانة الزوجية»، حيث يمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية أن يكون سببا في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها مما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل الزوجين معا، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي يقوم بها، مما يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر، وهنا لابد من التدريب على لغة فهم وأداء لغة الإشارة التي تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين، وتخفف من اشتعال الغيرة والشك، كما أن عدم التوافق بين الزوجين يعد سببا من أسباب الطلاق ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي. وتختلف نسب ومقاييس التوافق وحدودها المقبولة، وبشكل عملي لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الآخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعا وإثارة وحيوية. ومن هذا المنطلق أضم صوتي إلى صوت المنادين بإنشاء أكاديمية متخصصة للزواج في كل منطقة تقيم دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، بحيث لا يتم إتمام عقد الزواج حتى يقدم الزوج والزوجة ما يثبت التحاقهما في الدورة التدريبية. محمد حمدي السناني المدينة المنورة