ابتكرت مجموعة من الناشطات السعوديات طريقةً حديثةً للتعارف بين الجنسين قبل الزواج، تهدف إلى منح الشاب والفتاة فرصة التعرف على مواصفات «الآخر»، مؤكدات ل«الحياة» أن هذه الطريقة لو طبقت ستحد كثيراً من تفشي ظاهرة «الانفصال العاطفي»، وطلبن من الجهات المسؤولة إقرارها كشرط أساسي قبل الزواج. بدورها، قالت الاختصاصية النفسية رئيسة المجموعة تهاني العمودي ل«الحياة»: «إن الطريقة الحديثة تبدأ قبل النظرة الشرعية بإعداد سيرة ذاتية للشاب والشابة من طريق «استمارة خطوبة»، يستعرضان فيها أبرز ملامح شخصيتهما والطباع الغالبة على طريقة حياتهما، ويلزمان بعد أن يوافق كل منهما على صفات الآخر، بالذهاب إلى مركز تدريب ذاتي للفحص النفسي، للتأكد من صحة سيرتهما، وصدقيتها، ومعرفة مدى تواؤم صفاتهما نفسياً وفكرياً، قبل التحاقهما بدورة مكثفة عن تجربة الزواج». وأوضحت أنها وزميلاتها يهدفن من وراء ابتكار هذه الطريقة إلى بناء رؤية مستقبلية مشرقة ونافعة لأهم لبنة أساسية في المجتمع وهي «الأسرة»، إضافةً إلى الإسهام في الحد من انتشار ظاهرة الطلاق كمشكلة اجتماعية تهدد العلاقات الإنسانية. وشددت على أن زواج «الصالونات» و«التعارف» ساهما في الوصول إلى نسب طلاق «مفجعة»، لافتة إلى أن ابتكارهن يعد «حلاً حضارياً» يوافق الشرع والعادات الإجتماعية السائدة، ولفتت إلى أن من الأسباب التي دفعتهن إلى إنشاء هذه المجموعة ماوجدنه من زيادة في المشكلات الاجتماعية الناتجة من الطلاق، فضلاً عن رغبتهن في تصحيح كثير من الأخطاء الشائعة لمفهوم الزواج، وبناء أفكار إيجابية جديدة تعمل على تثبيت معان معنوية نفسية واجتماعية لدى المقبلين على الزواج. إضافةً إلى العمل على حل مشكلات الزواج ما يتوافق ولغة العصر الحديث، ولايتنافى مع أي ضابط ديني أو اجتماعي، وزيادة الوعي النفسي والاجتماعي والفكري لمفهوم الزواج على أيدي اختصاصيين في الإرشاد النفسي. من جانبها، أكدت إحدى المشاركات في إطلاق الفكرة وممن بدأن بتجربة طريقة السيرة الذاتية على نفسها الاختصاصية الاجتماعية ندية كتبي أن إيمانها الشديد بالفكرة جاء بسبب الصعوبات والعراقيل التي تضعها بعض التقاليد والعادات، فضلاً عن ارتفاع نسب الطلاق أخيراً، وقالت ل«الحياة»: «بدأنا بتجربة «السيرة الذاتية» من طريق استمارة «الخطبة» أنا وأخواتي البنات، وبدأت أولاً في ملء استمارة تضم 10 إجابات موجهة لأول رجل تقدم لخطبتي، وضعت فيها كل اهتماماتي وصفاتي الشخصية، وطباعي النفسية، وهواياتي، وما أحبه وأكرهه، إضافةً إلى استمارة أخرى فارغة، أرسلتها إليه لتعبئتها، وإرسالها مرةً أخرى إليّ للاطلاع عليها، ومعرفة طباعه وسلوكياته». وأضافت «عندما اطلعت على استمارة رجل المستقبل، اكتشفت أنها لاتتلاءم أبداً مع طباعي، وسلوكياتي، وهواياتي، فوجد على سبيل المثال أنه يهوى مشاهدة الأفلام، والأغاني الصاخبة، بينما كنت أنا على النقيض تماماً فأنا أحب القراءة، والروايات والقصص، فضلاً عن أنه رجل لايؤمن بالرومانسية، ومفرداتها، فقررت رفض الاقتران به نظراً للاختلاف الكلي في خصائص وصفات كل منا، والتي تمنح مؤشرات لفشل الحياة بين الطرفين». وفي سياق متصل، أكدت الاختصاصية الاجتماعية عزة برزنجي أن الأمر لايحتاج إلى تهويل وتعقيد، كون الزواج بكل تبعاته يعد توفيقا ًمن الله، ولفتت إلى حاجة المقبلين على الحياة الزوجية إلى التوعية. وأوضحت أن الزواج يعني التقدير والاحترام والتواصل، والرفق واللين، وإن كنا سنشترط عمل سيرة ذاتية للمتقدمين إلى الزواج أو «استمارة» للخطبة، فمن الأولى أن نفرض عليهم الالتحاق بدورات التوعية المخصصة أولاً، كونها تسهم في إنجاح الأسرة وترابطها. إلى ذلك، شدد عضو مجمع الفقه الإسلامي المحكم الشرعي الدكتور حسن بن محمد سفر على ضرورة أن يعلم أهل الخاطبين باستمارة المعلومات الخاصة في الخاطب والمخطوبة، فضلاً عن الطريقة والكيفية التي يتم من خلالها إيصال تلك الاستمارة للفتى والفتاة، مؤكداً أن توافر هذا الشرط مهم لجواز الأمر وعدم تحريمه شرعاً. وأوضح أن الأمر يدخل نطاق التحريم حال أخذه وسيلة أو ذريعةً للالتواء على الهدف النبيل منه. متمنياً اعتماد هذه الطريقة حال ثبوت نفعها.