يستعيد ناصر القصبي وعبدالله السدحان تاريخهما في «طاش ما طاش» في رمضان هذا العام، بعد تجربة مرتبكة العام الماضي في (عيال قرية)، خرجت عن سياق تاريخ المسلسل الأكاديمي، فأربكت الممثلين فيه قبل أن تربك جمهوره. ويبدو أن «طاش 16» يحقق هذه المعادلة الصعبة في تقبله أو رفضه، وأن نجميه يلزمان شرائح واسعة من المجتمع على المشاهدة ومتابعته. بعد مشاهدة الحلقة الأولى من «طاش 16» بات مؤكدا، أن قرار السدحان والقصبي في مواصلة العمل المشترك ل «لوريل وهاردي.. السعوديين» بالشكل الكلاسيكي النمطي «متصل... منفصل»، كان عين العقل بعد تجربتهما العام الماضي في مسلسل فوت عليهما فرص المنافسة. حجر الأبناء وإذا لم تسجل الحلقة الأولى نجاحا لافتا، إلا أنها جاءت مرضية على الأقل لإشباع منتظريها، فتناول السدحان والقصبي موضوعا اجتماعيا متواصل الحضور في مجتمعنا «حجر الأبناء على ذويهم الأثرياء»، خصوصا إذا كان ذلك الأب المحجور عليه يضمر نية الزواج من أخرى، فيخشى الأبناء تغيير اتجاه الميراث. قدمت الحلقة بسخرية جميلة من شخوص هذه الرواية الأزلية، التي يبدو لا نهاية لها في الإرث الإنساني. وأجاد السدحان من خلال كاركتر شخصيته الطاشية «أبو مساعد» تجسيد شخصية الأب الحريص على ماله من أن يبدد من خلال أبناء عاطلين عن العمل، حيث تختصر علاقته معهم بدعوتهم طوال الوقت إلى الصلاة وعدم الاكتفاء بجلسات البلوت والبشكة، وتحويل البيت إلى ماهو أشبه بغرف فندق، بدا ذلك عندما قال في أحد المشاهد «لا... معكم خدمة الغرف». أقل الكلمات وكعادته، جسد ناصر الشخصية بالإيماء والإحساس وبأقل الكلمات الممكنة من الحوار المكتوب. أما دور حبيب الحبيب في هذه الحلقة الافتتاحية، فجاء هذه المرة، أكثر وضوحا لدرجة المشاركة في النجومية والبطولة بعد تجاربه الأولى العديدة مع طاش وغيره. ومن أبرز إيجابيات الحلقة تقديم الحبيب مشاركا في البطولة شأنه شأن يوسف الجراح وفهدالعمر وفهد الحيان وغيرهم من الذين ركزوا أكثر في أعمال إنتاجية خاصة بهم من منافذ عرض أخرى، الأمر الذي تنبه إليه الزميل أحمد الحامد في إذاعة m b c-f m الذي استضاف الحبيب بعد الحلقة بساعات عبر برنامجه «سهرة رمضانية»، التقى خلالها حبيب بمن أكدوا نجاحه ونجوميته في الحلقة التي ناقشت بحدة تأثير الوضع الاقتصادي العام على الأسرة، وعلاقة أعضائها تحت هذا التأثير. الأمر الذي يصل الحال به إلى الكذب حتى في ادعاء الصلاة لغير مقيميها والمواظبين عليها. الحلقة الأولى من طاش فيها الكثير من تعويض الغياب على مدى عامين، وبدا واضحا أن الحلقات المقبلة ربما ستشكل فارقا في رصيد النجمين ناصر وعبد الله، حيث يبدو لافتا هذا التماهي الإخراجي بين هشام شربتجي الذي يخوض تجربة إخراج طاش للمرة الأولى، و مخرج طاش التاريخي عبد الخالق الغانم. ويبقى انتظار فروقات الخصوصية لدى المخرجين في حلقات مقبلة، لا سيما تلك المصورة خارج الاستديوهات.