كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله صيامكم، والموضوع هو هذه الجدلية الرمضانية التي رصدتها منذ أكثر من ربع قرن، ومن أيام الإذاعات، وهي الآن مثلما كانت، وبزيادة محاولة منع محطات البث الفضائي من الإسراف في برامج الترفيه الدرامي والمسابقات، والجدلية كما مر عليكم تأتي حول نسبة البث المسرفة لبرامج الترفيه كما يراها البعض، كما أن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن الترفيه بعد صلاة التراويح والتهجد كان تقليدا إسلاميا قديما لم يعترض عليه أحد، فقد كان الحكواتية، والمهرجون وغيرهم يرفهون عن الناس في خيم تنصب لهذا الغرض، أو في المنازل، والمقاهي، والاختلاف هو أن الترفيه هذه الأيام صار ينقل عبر أجهزة التلفزيون للمنازل، وأصحاب وجهة النظر هذه، يرون أن الترفيه البريء الذي لا يؤدي لمعصية أو منكر، هو حاجة نفسية للناس بعد طول التعبد، كما أن وقت الترفيه المذاع عبر محطات التلفزيون لا يتجاوز الأربع إلى خمس ساعات في وسط الليل، بينما تحتل الفترة الروحانية جميع ساعات النهار، وأطرافا من الليل. الذي لايتحدث عنه أحد هو ضرورة برامج الترفيه اقتصاديا للقنوات الجماهيرية لجذب الجمهور الذي يأتي بالمعلن السخي، حيث تستطيع المحطات الاستمرار في دعم برامجها، فالمحطات الفضائية اليوم تبحث عن الجماهيرية لأي برامج، وهي تتعاقد مع وعاظ معروفين لهم جانب ترفيهي، أو من يطلقون عليهم نجوم الوعظ، وبأسعار تفوق تعاقداتها مع ممثلين نجوم، وهدفها من ذلك الحشد الجماهيري لبرامجها، وهو الذي يجعل المعلن يدفع المال بسخاء للوصول للجمهور. من وجهة نظر المختص فإن المحطات يسيل لعابها للمال الإعلاني في كل العملية الترفيهية، ورمضان الكريم بالنسبة للكل هو موسم تجاري يزداد فيه الإقبال على الشراء، وفرصة لتجار السوق برفع الأسعار، والإعلان الكثيف في كل وسائل الإعلام، والتلفزيون يريد أيضا استغلال هذا الموسم التجاري بكل ما يستطيع من جذب جماهيري لتحقيق عائد مالي يحقق من خلاله نمو موارده. مع الأسف فإن رمضان في هذه السنين لاتحكم سلوك الناس خلاله المسألة الروحانية، والترفيه البريء كما كان لعهود إسلامية طويلة، فهناك رمضان آخر للتجارة وجني المال، وهناك مستفيدون من هذه الفترة يعرضون فيه ما كسد من بضائع لاتلبث أن تطير بها روح الاستهلاك الجشع الذي تدفعه وسائل الإعلام بحشود جماهيرية تقدم لهم صورة السلع ملفوفة بغلاف الترفيه.. من هنا يكون الوقت الترفيهي الذي يعترض عليه البعض مطالبين بمد الفترة الروحانية، أقول يكون الترفيه خاضعا لعامل مالي مؤثر يحرك عجلة الاقتصاد، ويجب أن يكون الجدل عن الهوس الاستهلاكي في رمضان، الذي يجر وراءه التشجيع طول ساعات البث الترفيهي، فالعملية ليست متلازمة، وليست ببساطة أوقفوا المسلسلات في رمضان وبثوا مادة روحانية، لأن ما يريده جمهور الناس هو ما يفرض نفسه على الواقع، ومن المفترض أن تتجه التوعية لإصلاح الحال عبر التوعية ضد الاستهلاك الجشع. كل عام وأنتم بخير [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة