يمثل الأمر الملكي بالعفو عن سجناء الحق العام لمسة إنسانية حانية تستشعر آمال وآلام من صدرت في حقهم أحكام بالسجن في قضايا الحق العام، وكذلك ما تستشعره أسر هؤلاء السجناء من إحساس بالغربة والعوز والحاجة؛ نظرا لغياب ولي أمرهم عنهم، أو ما تشعر به من فقد وحرمان وخسارة إذا كان السجين هو أحد أبنائهم، وفي كلتا الحالين لا يمكن أن تكمل لشهر رمضان بهجة ولا تكتمل له فرحة بغياب أحد أفراد الأسرة المحكوم بالسجن في قضية من قضايا الحق العام. انطلاقا من هذا الاستشعار لحال السجين وحال أسرته جاءت اللمسة الحانية التي عودت عليها قيادتنا الحكيمة شعبها كل عام في رمضان؛ حرصا منها على لم شمل السجناء بأسرهم ليشاركوهم فرحة الصوم وبهجة العيد كذلك. والواجب بعد ذلك أن يشعر السجين بهذا الفضل الذي تم إسباغه عليه بالإفراج عنه فيكون العفو دينا معلقا في عنقه يتوجب عليه الوفاء به يكشف له كيف قابله المجتمع الذي أساء في حقه بالصفح عنه وبهذا يصبح للعفو دور أكثر إصلاحا من دور السجن من حيث أنه يعيد وصل علاقة السجين بمجتمعه على أساس من الود والحب والتسامح، وعلى أسرة السجين أن تدرك عمق دلالة العفو فتكون خبر معين للمجتمع على إصلاح من انحرف من أبنائها وإعادته إلى جادة الصواب. غير أن مما يؤسف له أن هناك من لا يدرك قيمة العفو ولا يثمن دلالة الصفح فلا يكاد يغادر السجن إلا ويشرع في العودة لأعماله التي كانت سببا في دخوله السجن، ولا يكاد يمر عليه وقت حتى يعود إلى السجن ثانية ولذلك يصبح مستحقا لمضاعفة العقوبة واستكمال الفترة التي شملها العفو مضافة إلى الحكم الجديد الذي صدر ضده وهو أقل عقاب يمكن أن ينزل بمن لا يردعه سجن ولا يهذبه عفو. وقد استثنى العفو من السجناء أولئك الذين يشكلون خطرا على المجتمع وتهديدا لأمنه، فجرمهم لم يكن سهلا من ناحية، ومحاولتهم الإضرار بأمن المجتمع متوقعة منهم، ولذلك لا يمكن أن يشملهم عفو فحماية المجتمع من شرورهم أهم من الصفح عنهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة